غياب الدعم الخارجي لحوار برّي يعني عدم جهوزيّة الأطراف المعنيّة للدخول بالتسوية!
غياب الدعم الخارجي لحوار برّي يعني عدم جهوزيّة الأطراف المعنيّة للدخول بالتسوية!

أخبار البلد - Wednesday, November 30, 2022 6:00:00 AM

محمد علوش - الديار

كل المعطيات تُشير الى أن رئيس المجلس النيابي نبيه بري لن يعقد أكثر من جلسة أو اثنتين لانتخاب رئيس الجمهورية في شهر كانون الأول المقبل، وهو ما سيعطي فرصة لبري لإطلاق فكرته عن الحوار بين الكتل النيابية، والتي يسعى لأن تكون في الفترة التي تفصل لبنان عن بداية العام الجديد. فهل يكون لهذا الحوار أي تأثير إيجابي على مسار الأزمة؟


 
في الوقت الراهن، لا يمكن الرهان على أي تحرك داخلي يساهم بإنهاء حالة الفراغ التي نعيشها، خصوصاً أن الجميع يدرك صعوبة الوصول إلى تفاهمات، سواء كان ذلك على المستوى الوطني أو حتى داخل كل فريق سياسي، خصوصاً أن غالبية الأفرقاء لا يمكن لهم أن يذهبوا إلى مواقف بعيدة عن إرتباطاتهم الخارجية، وبالتالي المرجح هو أن يأتي الحل من الخارج إلى الداخل لا العكس.

بالإضافة إلى ما تقدم، من الضروري التذكير بأنه حتى وقت قريب، كان هناك رفض من قبل مجموعة واسعة من الكتل النيابية لفكرة الحوار حول الإستحقاق الرئاسي، نظراً إلى أنها تعتبر أن المطلوب الذهاب إلى جلسات إنتخاب مفتوحة، وبالتالي هي تفضل المراوحة الحالية، على الذهاب إلى خيارات قد تفسر على أساس أنها هزيمة لها، طالما لا تزال مقتنعة بإمكانية حصول تطورات تصب لصالحها بعد فترة من الوقت.

 
لم يحسم بري بعد شكل الحوار الذي يفكر بالدعوة إليه، لكنه يتوجه لاختيار الحوارات الثنائية أو الثلاثية بين الكتل، فليس المهم صورة الطاولة والجالسين عليها، وهو لم ينس بعد كيفية التعاطي مع دعوته غير الرسمية السابقة، والتي تعرضت للهجوم قبل أن تُبصر النور حتى، ما دفعه الى سحبها بعد اعتراض أكبر كتلتين مسيحيتيين، وبحسب مصادر قيادية في فريق 8 آذار، فإن بري يسعى لفعل شيء يحرك المياه الراكدة في الملف الرئاسي، لكنه يعلم أن الأطراف الداخلية غير قادرة لوحدها على حسم خياراتها، وبالتالي فإن دعوته للحوار بحال حصلت قد لا تؤدي الى انتخاب رئيس للجمهورية، لكنها على الأقل ترسم حدود المواجهة وتُبقيها تحت سقف معين، تمهيداً لمواكبة أي حراك خارجي يمكن أن يصب لصالح سد الفراغ الرئاسي، ويُنهي فكرة «رئيس التحدي»، ويوصل الجميع الى قناعة بضرورة الوصول الى تسوية تؤدي لانتخاب رئيس يمكنه الحوار مع الجميع في الداخل والخارج.

وتكشف المصادر أن «لا الأطراف المحلية ولا الخارجية مستعدة بعد للدخول في التسوية، والدليل على ذلك عدم مواكبة فكرة حوار رئيس المجلس النيابي بالدعم الكامل»، مشيرة الى أنه عندما نجد الدول الأجنبية المعنية بالملف اللبناني داعمة لفكرة الحوار، على رأسها الثلاثي، الأميركي، السعودي والإيراني، فهذا يعني استعداد الجميع للجلوس على طاولة التفاوض والدخول في التسوية، وهو ما لم يبرز بعد، معتبرة أن الدعم الخارجي بحال حصل يستتبعه دعم داخلي، وعندها تكون الصورة أوضح.

 
يعلم رئيس المجلس أن الحوار لن يؤدي لانتخاب رئيس، وهو الخبير بهذه الملفات، لذلك لا يجوز تحميل فكرة الحوار أكثر مما تحتمل، والحديث عن نجاحها أو فشلها لا يرتبط بانتهاء الفراغ فوراً.  

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني