محمد علوش - الديار
كما كان متوقعاً، جاءت نتيجة جلسة انتخاب رئيس الجمهورية الأخيرة، مع دخول اسم جديد على خط الأسماء المرشحة، وهو اسم الوزير السابق زياد بارود، الذي يُرجح أن يكون واضعه أحد اعضاء تكتل "لبنان القوي"، لكن الاصطفافات الحادة التي كانت قائمة لا تزال هي نفسها، وهذا يُدلّل على أن شيئاً لم يتبدل بين الجلسة ما قبل الأخيرة وجلسة أمس، ما عدا بعض المعطيات التي بدأت تأخذ طابعاً جدياً حول ترشيح أسماء جديدة للرئاسة، أبرزها قائد الجيش جوزاف عون.
لم ينجح حزب الله بعد، في تأمين موافقة التيار الوطني الحر على ترشيح سليمان فرنجية، لكنه أقنع جبران باسيل بضرورة تأجيل مسألة البت بالأسماء والاستمرار في خيار الورقة البيضاء، وهو ما تعتبره مصادر مطلعة على جو تكتل "لبنان القوي" خياراً إيجابياً يترك الباب مفتوحاً أمام احتمالات التوافق مع الكتل الأخرى قبل ترشيح أسماء جديدة، مع العلم أن المعلومات تتحدث عن تحذيرات من انشقاقات داخل التكتل كانت ستحصل، لو قرر النواب السير بأسماء معينة الى الرئاسة وترك أسماء اخرى ترى انها حاضرة وقادرة ومخولة الوصول الى قصر بعبدا.
اذا، يستمر خيار الورقة البيضاء بالنسبة الى فريق 8 آذار والتيار الوطني الحر، لكن هناك معطيات بدأت تتضح أكثر فأكثر في الملف الرئاسي يجب الوقوف عندها، بحسب مصادر قيادية في فريق 8 آذار، أبرزها ملامح معركة رئاسية بين رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية وقائد الجيش جوزاف عون، الذي بات اسمه يُطلق بشكل علني من قبل أكثر من تكتل نيابي على رأسهم "القوات اللبنانية" التي تتحدث عن قائد الجيش كمرشح قادر على الوصول في كل استحقاق وتصريح، وكتلة "الاعتدال الوطني" التي تضم وجوهاً نيابية سنية، والتي بحسب المعلومات باتت مقتنعة بأن فرنجية أو عون هما المرشحان الأبرز للوصول الى نهاية السباق الرئاسي.
وتُشير المصادر إلى أن حزب الله الذي يريد الاستعجال بانتخاب رئيس دون "تعجّل"، أبلغ كل العواصم الاجنبية التي حاولت جسّ نبضه بالملف الرئاسي، بأنه يعلم أن حساسية المرحلة تتطلب رئيساً توافقياً، أي بمعنى أنه لا يمكن لأي فريق أن يفرض خياره على الفريق الآخر بسبب طبيعة التوازنات داخل المجلس النيابي، إلا أنه يملك شرطاً وحيداً لا يمكن له التنازل عنه، وهو أن يعترف الرئيس الجديد بالمقاومة ولا يكون خصماً لها، وبالتالي فإن حزب الله يكون قد فتح الباب أمام الدخول في مرحلة متقدمة من المفاوضات، بحسب المصادر ، قد يكون موعدها بداية العام المقبل، في حال لم تحصل مفاجآت إقليمية ودولية تسرّع هذه العملية التي تدخل فيها فرنسا كوسيط، لكن الكلمة فيها ستكون للمحورين المتصارعين في لبنان، المحور الإيراني والمحور السعودي.
بحسب حزب الله، فإن فرنجية هو الخيار الأمثل لهذه المواصفات، فهو يملك علاقات جيدة مع الدول العربية ومقبول فرنسياً وإيرانياً، وتؤكد المصادر أن الحزب يرفض تقديم أجوبة بشأن أسماء أخرى للرئاسة، لأنه مقتنع بأن حظوظ فرنجية مرتفعة، ولا يريد لأي أمر آخر أن يؤثر فيها.