زينب حمود
بعد أسبوعين على انتخابات نيابية «طاحنة» ثبّتت تحالفات وأعادت النظر بأخرى، وفي مرحلة حساسة يمرّ بها البلد، تزداد النقمة على كلّ ما يرتبط بالاصطفافات الحزبية. لن يكون من السهل على الأحزاب السياسية التقليدية والمجموعات التغييرية والمستقلين أن يحسموا خيارهم في ما يخصّ انتخابات نقابة الأطباء غداً. وكما جرت العادة، تتغير التحالفات في الساعات الأخيرة التي تسبق هذا الاستحقاق. لذا، المفاوضات «شغالة» وطبخة اللوائح لانتخاب جميع الأعضاء الـ16 في الجولة الأولى والنقيب في الجولة الثانية لم تجهز بعد.
لا تحالفات سياسية!
ترفض الأطراف المشاركة في الانتخابات أن تربط مشاركتها بتحالفات سياسية. وتصرّ على أنها تعمل مهنياً ونقابياً بعيداً عن الأجواء السياسية. لكن اللوائح الانتخابية الثلاثة التي تشكلت لا تخرج عن عباءة: 8 و14 آذار والتغييريين. الأولى، باسم «نقابتي حصانتي»، رشّحت الطبيب يوسف بخاش لمنصب النقيب، ويميل التيار الوطني الحر وحزب الله إلى دعمها، مع تحفظ حركة أمل عن الإقرار بذلك. الأكيد، أن «أمل حليفة حزب الله، أما عدا ذلك فاللوائح تتغير حتى يوم الانتخابات وذلك نتيجة تواصل جدّي مع الأطباء في الجامعة الأميركية في بيروت، الذين تجمعنا بهم علاقة تاريخية، فضلاً عن الحزب الاشتراكي وتيار المستقبل»، كما يقول مسؤول مكتب المهن الحرة في حركة أمل مصطفى فواز.
الخيار لم يُحسم
اللائحة الثانية باسم «نقابيون مستقلون للتغيير ــ الطبيب أولاً»، مدعومة من حزب القوات اللبنانية والكتائب والتقدّمي الاشتراكي وتجمّع «القمصان البيضاء»، ورشّحت برنار جرباقة لمنصب النقيب. «الأخبار» تواصلت مع كلّ من رئيس مصلحة الأطباء في حزب القوات أنطوان شليطا ومسؤول مكتب المهن الحرة في تيار المستقبل منذر قمبريص اللذين أكدا «عدم حسم الخيار بعد». المرشحة على هذه اللائحة رانية باسيل «تبرّئ» اللائحة من الصبغة السياسية وتؤكد أنه «إذا اقتنع الطبيب، مهما كان انتماؤه، ببرنامجنا فأهلاً وسهلاً به، لكن من غير المسموح بعد كلّ ما وصلنا إليه أن نحكي بمنطق سياسي».
بعد تأجيلها مرتين سيتجدّد مجلس النقابة كلياً بأعضائه الـ16 والنقيب
مسؤول مكتب المهن الحرة في التيار الوطني الحر مروان زغبي يشير إلى أن التيار لم يحسم بعد دعمه للائحة «نقابتي حصانتي» لكنه يبتعد حتماً عن اللائحة الثانية التي تطرح التغيير وتضم رموزاً نقابية وحزبية، كذلك الأمر بالنسبة لللائحة الثالثة «لائحة الطبيب جورج الهبر»، كما يسميها، لأنها «لا تمثل طموحاتنا نظراً لأداء الهبر وسوابقه». اللائحة الثالثة، إذاً، تجمع أطباء مستقلين باسم «النقابة تنتفض» مدعومة من الحزب الشيوعي ومجموعات تغييرية رشحت الطبيب جورج الهبر لمنصب النقيب. شعارها «كلّن يعني كلّن، بمن فيهم أطباء محزّبون يدّعون استقلاليتهم سرقوا الثورة والأسامي»، بحسب الهبر الذي يتأسف من «وجود لوائح منافسة أعادتنا إلى أيام 8 و14 آذار».
هناك 13 ألف طبيب مسجلون في النقابة، نحو 9 آلاف منهم سدّدوا رسوم الاشتراكات، ما يعني 9 آلاف ناخب، «من بينهم أطباء هاجروا يقدّرون بنحو 3 آلاف طبيب»، كما يلفت نقيب الأطباء شرف أبو شرف. عادة، يشارك حوالى ثلاثة آلاف طبيب في انتخاب 4 أعضاء على مدار عامين و8 أعضاء بينهم النقيب في السنة الثالثة. لكن، نتيجة تأجيلها مرتين عامَي 2020 و2021 جرّاء انتشار جائحة كورونا سيتجدّد مجلس النقابة كلياً بأعضائه الستة عشر بمن فيهم النقيب، عدا أعضاء مجلس التأمين والإعانة ومجلس صندوق التقاعد، والمجلس التأديبي. لذا، و«تفادياً للزحمة والعراكات التي قد تنتج عنها، وحتى لا يتكرّر سيناريو انتخابات نقابة طب الأسنان، قرر المجلس الحالي وضع شاشة كبيرة للمندوبين والمرشحين خارج أقلام الاقتراع». وهذا ما دفع أعضاء لائحة «النقابة تنتفض» لتقديم شكوى لدى قاضي الأمور المستعجلة ووزارة الصحة رفضاً للقرار.