فوضى تعمّ التحالفات السياسيّة والانتخابيّة بين القوى الحزبيّة
فوضى تعمّ التحالفات السياسيّة والانتخابيّة بين القوى الحزبيّة

أخبار البلد - Friday, January 14, 2022 6:00:00 AM

كمال ذبيان - الديار

لم يكن مضى على انقسام اللبنانيين بين ساحتي رياض الصلح والشهداء في وسط بيروت، بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وظهور محورين سياسيين، بين 8 و14 آذار، حيث خرج في التاريخ الاول من 8 آذار 2005، من يشكر سوريا على ما قدمته للبنان، ليرد عليه فريق يدعو لانسحابها، في 14 آذار من العام نفسه، فان الساحتين والتاريخين، طمسهما تحالف رباعي في الانتخابات النيابية التي جرت في ذلك العام، بين «حركة امل» و حزب الله من جهة، و «تيار المستقبل» والحزب التقدمي الاشتراكي من جهة ثانية، فالتقى ما كان يُعرف «بلقاء عين التينة» و «لقاء البريستول»، بحيث ظهر هذا التحالف اسلاميا، كان خارجه العماد ميشال عون وحالته الشعبية، مما اعطاه دفعا مسيحياً، فربح غالبية المقاعد النيابية المسيحية، واعترف به البطريرك الماروني الراحل نصرالله صفير، بانه الممثل الاقوى لدى الموارنة خصوصا والمسيحيين عموماً، وهذا ما شجع حزب الله ان يتقدم باتجاه عون، ويقيم معه تفاهماً، وقّعه مع الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله، فخرج عون من العزلة التي سعى التحالف الرباعي وضعه فيها، كما ان حزب الله امّن حليفاً مسيحياً.

 
فما حصل في العام 2005، من تبدلات في المواقع والتحالفات، تكرر في العام 2009 معززاً، بعودة العلاقة السعودية ـ السورية، فتعززت العلاقات بين المحورين السياسيين المتصارعين، فكان لايجابية «السين ـ السين»، ان اعادت وليد جنبلاط الى سوريا، بعد رفعه العداء لقيادتها، وسعد الحريري لزيارتها بعد ان كان يوجه الاتهامات لنظامها بتدبير قتل والده، وهذا ما قلب المعادلات الداخلية، بعد احداث 7 ايار 2008 واتفاق الدوحة، حيث تبين مصادر سياسية على هذه الوقائع، لتؤكد بان الشعار المرفوع دائماً والمعمول به، وهو ان لا صداقات دائمة في السياسة ولا عداوات، بل مصالح، وهو ما يُعمل به في لبنان، بين اركان الطبقة السياسية الحاكمة، فحصلت «التسوية الرئاسية» بين «تيار المستقبل» و «التيار الوطني الحر»، ورافقها «اتفاق معراب» بين «التيار الوطني الحر» و»القوات اللبنانية»، وسبقه محاولات من بكركي لجمع الاطراف الحزبية المسيحية الاربع الاساسية على عناوين تؤكد على وحدة الموقف المسيحي.

وتشير المصادر، الى انه وفي خلال الـ 16 عاماً المنصرمة، فان لبنان مرّ بمراحل من الصراع والتحالف، بما لا يمكن للعقل السياسي، ان يقرأها الا بلعبة المصالح التي تتقدم على مصلحة الوطن والدولة وحقوق المواطنين، بحيث ادت المناكفات الداخلية والاشتباكات السياسية التي كانت تتحول الى امنية وعسكرية، ان تدخل على خطها دول لها مصالح في لبنان، كنفوذ وهيمنة وجذبه الى هذا المحور او ذاك، وهذا هو تاريخ لبنان القريب والبعيد، اذ لم تغب الدول عن احتلاله واستعماره والوصاية عليه.

فالفوضى الخلاقة التي تسود الساحة الداخلية، هو ما لا يمكن معرفة التحالفات السياسية والانتخابية، اذ الخلافات بين «أبناء المحور» الواحد لا تعد ولا تحصى، بحيث باتت قضية المقاومة ثانوية، عند مطالب حلفائها، لا سيما التيار الوطني الحر، الذي رفع رئيسه الصوت عالياً بوجه حزب الله محملاً اياه مسؤولية تعطيل مجلس الوزراء، اضافة الى مؤسسات اخرى، وانه فضل وحدة الطائفة الشيعية بتحالفه مع «حركة أمل» والسكوت على ممارسات الرئيس نبيه بري على حساب بناء الدولة، وهو بند أساسي في تفاهم مار مخايل، مما عمّق الهوة بين الطرفين، تقول المصادر، التي تكشف ان حزب الله لا بد بأنه سيعمل على ترميم العلاقة مع «التيار الوطني الحر» وتجنّب الخسائر التي يمكن ان تحصل اذا ابتعد الطرفان عن بعضهما، واللذان يسعيان الى ان لا يصلا الى الفراق، حيث يبحث حزب الله عن صيغة تبقي على تفاهم مار مخايل، كما على تحالفه مع «حركة أمل»، اضافة الى ترتيب العلاقة بين «تيار المردة» و «الوطني الحر» وعنوانها رئاسة الجمهورية التي يعتبرها سليمان فرنجية انها من حقه، ويترك للظروف ان تقرر مصيرها، كما حصل في العام 2016، عندما كانت له، ووصلت الى عون بتشبث حزب الله معه، في وقت يريد باسيل جواباً من حزب الله حول ما اذا كان سيخلف عمه في الرئاسة الأولى.

فالضبابية السياسية هي ما تسود لدى كل الاطراف، وما الخلاف العلني بين «تيار المستقبل» و «القوات اللبنانية» إلا تظهير لمشهد لبناني بائس.  

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني