الشفافية نيوز
لم تكن انتفاضة 17 تشرين سوى محطة من محطات النضال الشعبي للوصول الى دولة سيّدة حرّة مستقلّة بعيدة عن الفساد والمحسوبية فيوم خرجت المجموعات الشبابية والنخب المدنية الى الساحات ادركت انها لا تستطيع العودة الى الوراء امام منظومة متسلطة على مقدرات الدولة سياسيا وماليا واقتصاديا وامنيا.
ولانها كذلك ادرك المنتفضون يومها ان لا سبيل للمضي قدما الا بكودرة الحركة التي ملأت الساحات بشبابها وشيبها، فكان القرار بالانتظام داخل مجموعات سيادية ناشطة تترجم هذا الرفض الشعبي لكل متسلط وتطرح عناوين وشعارات وخطط تضمن مستقبلهم في هذا البلد الجريح المتألم.
من بين اكبر هذه المجموعات واكثرها تنظيماً حركة "سوا للبنان" التي انطلقت مؤخرا والمدعومة مباشرة من قبل النجل الاكبر للشهيد رفيق الحريري السيد بهاء الحريري الاكثر نشاطا وتنظيما حيث رسخت وجودها بين باقي المجموعات حاملة في طيّاتها شعارات تحاكي خطاب المنتفضين والرافضين لسياسة الدولة القائمة، لاسيما شعار، "لا للستقواء.. نعم للدولة".
اما الذي يميّز حركة "سوا للبنان" فهو مشروع يهدف الى بناء الدولة الحقيقية اعدّ بعناية من قبل فريق من المتخصصين ويهدف للوصول الى اكبر شريحة من اللبنانيين المنتفضين على واقعهم المزري، وهي لأجل هذا الهدف قامت بافتتاح مكاتب في معظم المناطق اللبنانية لتكون حركة عابرة للطوائف فعلا لا قولا.
فالقاصي والداني يعلم ان "سوا" تعمل بنشاط دائم مع المواطنين كافة من دون أي تمييز طائفي أو مذهبيّ، ليتمكن اللبنانيون بكل تلاوينهم من الاستمرار في هذه الظروف الصعبة وإلى حين تحقيق حلم استرداد الدولة بهيبتها ومؤسساتها.
تنظر حركة "سوا" الى الانتخابات النيابية المقبلة كمحطة مهمة في النضال من خلال ترشيح عدد من اعضائها ونسج تحالفات مع من يشبه خطابها بهدف حجز مكان لها تحت قبة البرلمان يمكنها من دعم واستكمال مشروعها التغييري لإنقاذ لبنان من الانهيار الذي اوصلته اليه المنظومة الحاكمة.
ولأنها ليست حركة آنية مرحلية ورغم ما تشكله الانتخابات من أهمية للعمل السياسي تؤكد "سوا" انها ليست وليدة محطة إنتخابية أو غيرها وانها ستواصل العمل بنفس الزخم الذي انطلقت به بعد انتهاء العملية الانتخابية.
تقوم "سوا للبنان" بدورها وواجبها الوطني، في مختلف المناطق اللبنانية، وهو ما يُعطيها حيّزا كبيرا لتكون بديلة عن الأحزاب والتيارات التقليدية، خصوصا في الشارع السنيّ، لأن شعاراتها تحاكي بشكل خاص وجع الناس ومطالبهم بدولة تحترم مواطنيها وتحفظ لهم حقوقهم وواجباتهم. وهذا ما يدحض مقولة احتمال ضياع وشرذمة الطائفة السنية، في حال عزوف رئيس تيار المستقبل سعد الحريري عن المشاركة في الانتخابات النيابية أو حتى الحياة السياسية.
وعليه فان "سوا" ستشارك في الانتخابات المقبلة بمرشحين كفوئين تختارهم بتأنّ بعد دراسة ملفاتهم ومواقفهم الوطنية، فتشكل هذه المعركة الانتخابية لها انطلاقة سياسية وطنية نحو تحرير البلاد واسترجاع سيادتها وتغيير هذه الطغمة الفاسدة التي ارهقت العباد والبلاد.
ولان طموحه هو بناء دولة قوية حرة ولا ينحصر بالفوز بمقاعد نيابية وحسب فان السيد بهاء الحريري الراعي المباشر لحركة "سوا" مستمر بالدعم والعمل السياسي والاجتماعي بالرغم من ان خوضه الانتخابات شخصياً غير واضح حتى الساعة، ويعمل على الاستفادة من علاقاته الخارجية المتعددة، ويقف إلى جانب اللبنانيين ويساعد على تحقيق ما حلموا به يوم خرجوا الى الساحات في 17 تشرين.