يوم طويل لغوتيريش.. دعم معنوي للجيش والشعب ولا مبادرة ملموسة
يوم طويل لغوتيريش.. دعم معنوي للجيش والشعب ولا مبادرة ملموسة

أخبار البلد - Tuesday, December 21, 2021 6:00:00 AM

الأنباء الكويتية

عمر حبنجر

أسبوع لبناني حافل وربما حاسم، مع وجود الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في بيروت، الرجل متعاطف مع الجيش والشعب اللبناني، وقد حملت تصريحاته في بعبدا الكثير من إشارات التوبيخ للمسؤولين اللبنانيين، الذين طالبهم بأن «يستحقوا شعبهم»، وحثهم على التوحد لحل الأزمات، وشدد على الانتخابات النيابية التي اعتبرها المفتاح للتغيير السياسي المنشود.

لكن بعد يومين من الزيارة المستمرة حتى غد الأربعاء، ليس هناك ما يبدو في جعبة غوتيريش، غير النصائح والتوجيهات والإشادة بكرم ضيافة اللبنانيين من دون أن يقدم الوصفة الناجعة للحل. وقد طمأن الرئيس ميشال عون على اجراء الانتخابات النيابية في الربيع، وابلغ الموفد الأممي الكبير تمسك لبنان بكامل حقوقه في استثمار ثرواته الطبيعية، لاسيما في حقل الغاز والنفط، مع الاستعداد الدائم لمتابعة المفاوضات غير المباشرة مع الإسرائيليين حول ترسيم الحدود المائية جنوبا، لكن ربما كان موقفه، هنا أقوى، لو أرفق كلامه هذا بتوقيع المرسوم رقم 6433، المعدل لخط الحدود المائية الذي طرحه الوسطاء الأميركيون، ووضعه بين يدي الأمين العام، من أجل إيجاد حالة ربط نزاع تجمد الأشغال الإسرائيلية في المنطقة المتنازع عليها، الا ان ذلك لم يحصل.

رئيس الحكومة نجيب ميقاتي رأى ان هذه الزيارة تدل على ان لبنان ليس متروكا وهذا أمر إيجابي. وبعد اللقاء بغوتيريش، قال «زيارته إلى لبنان تحمل الكثير من الرسائل والمعاني»، مشيرا إلى أنها «تؤكد وقوف الأمم المتحدة الدائم إلى جانب لبنان».

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع غوتيريش في السراي الحكومي، شدد ميقاتي على أن «لبنان يجدد تمسكه بدور القوات الدولية في الجنوب لجهة تطبيق القرار 1701، كما أنه يحترم القرارات الدولية»، داعيا الأمم المتحدة إلى الزام اسرائيل تطبيقه كاملا و«وقف اعتداءاتها المتكررة على لبنان».

وجدد ميقاتي التأكيد على التزام لبنان سياسة النأي بالنفس عن أي خلاف بين الدول العربية، وقال: «لبنان لن يكون في مطلق الأحوال إلا عامل توحيد بين الاخوة العرب وحريصا على أفضل العلاقات مع كل أصدقائه في العالم».

وشدد ميقاتي على أن «لبنان يحتاج إلى مساعدات عاجلة، مع إيلاء أهمية خاصة لتوسيع شبكة الحماية الاجتماعية للجميع بشكل مستدام يتخطى القروض الميسرة، وتطوير بطاقة تموينية، مع التركيز على إيصال المساعدات إلى الفئات الأكثر فقرا، وتلك التي كانت تنتمي إلى الطبقة الوسطى، إضافة الى الشرائح المهمشة».

ولفت ميقاتي إلى أن «لبنان يتطلع إلى إجراء الانتخابات النيابية العام المقبل».

بدوره، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش «هناك تأثير كبير للنازحين السوريين على الناحية الاقتصادية والاجتماعية وأحيانا الأمنية، ومع ذلك رأينا لبنان يفتح حدوده وقلبه لاستقبال النازحين، وهذا يعكس الكرم اللبناني الذي يعود إلى أعرق الحضارات في العالم».

وتابع: «البلد يمر بوضع مأساوي وصعب للغاية، تعود مسؤوليته إلى اللبنانيين بشكل جزئي، والمسؤوليات ملقاة أيضا على عاتق جهات خارجية. الحقيقة أن الشعب اللبناني اليوم يعاني الأمرين، وهذا يلقي مسؤولية كبيرة على عاتق القادة السياسيين ليوحدوا أنفسهم ويجتمعوا». وقال «الوقت حان كي يبذل المسؤولون جهدا لإيجاد الحلول، وهذه هي اللحظة المناسبة التي يستحق بها لبنان التضامن بين القوى كافة».

وذكر «أنني التقيت رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري وميقاتي، وحصلنا على ضمانات بأن الانتخابات النيابية ستحصل وفق الأحكام الدستورية وفي موعدها».

كما اجتمع الأمين العام مع رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي قال بعد المباحثات: تحدثنا في موضوع ترسيم الحدود البحرية وفي ان تكون المحادثات تحت رعاية الأمم المتحدة وبحضور الأميركيين لأن المماطلة بالمفاوضات تؤثر على اقتصادنا وتؤخر معالجة أزماته، وأن الشركات التي تم تلزيمها تؤخر هذا الموضوع تحت حجج أمنية.

وأعرب عن تقديره دعم الأمم المتحدة للجيش، مؤكدا على «متانة علاقة أهلنا في الجنوب مع المؤسسة العسكرية واليونيفيل، وإذا كان هناك من اضطراب فهو من مسؤولية «اسرائيل» وكل يوم هناك خرق إسرائيلي للأجواء اللبنانية وأحيانا يستخدمون أجواءنا للاعتداء على الشقيقة سورية».

من جهته، قال غوتيريش إن الأمم المتحدة لن تدخر جهدا في تيسير المفاوضات، من أجل التوصل إلى حل سريع في ملف ترسيم الحدود البحرية، ليتسنى للبنان الاستفادة من الثروات الموجودة فيه.

من جهته، غرد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عبر «تويتر»، قائلا: نقدر زيارة الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريش إلى لبنان تضامنا مع الشعب اللبناني واللاجئين السوريين، مذكرين إياه بالأونروا واللاجئين الفلسطينيين.

وعلّق جنبلاط على حديث غوتيريش امس الأول من بعبدا: ليس كل السياسيين يتحملون مسؤولية متساوية.

أما قناة «المنار» الناطقة باسم حزب الله، فاعتبرت انه من السابق لأوانه معرفة نوع اللقاحات التي جاء بها الموفد الأممي الى لبنان، متوقعة ان لا تتخطى حقنة ماء. لكن اليوم الطويل الذي أمضاه الزائر الدولي بين لقاء رؤساء الطوائف الدينية في مقره في «الموفنبيك»، وبين محادثاته مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، ثم مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في السراي الكبير، لابد ان ينتهي بنتيجة إيجابية ملموسة تبرر الزيارة.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني