وطن النجوم ما عدتُ هنا
وطن النجوم ما عدتُ هنا

خاص - Tuesday, December 14, 2021 8:21:00 PM

باتريك إيليّا أبي خليل

وطني يئنّ ينزلق بخفّة وطَيش من على قمّة القمم، أعلى أعتى الجبال، حيث أرزة الكينونة والصمود مطعونٌ قلبها بحربة البَغى ومطرقة الفسق، ومنحورٌ عنقها تحت مقصلة الخبث وفأس الدَسيسة.


وطني يئنّ أنين المسيح العذبِ المُعذّب المصلوب على صدى هتافات جماهير باراباس، وغسل يدَيّ البنطيّ، وغرس رؤوس مسامير الحقد الدامية وأشواك تاج الكراهية لمن نادى بالرحمة والغفران والمحبّة لجلّاديه.


وطني يئنّ يرنّ ناقوس النجدة لتحريره من ذلّ الأغلال مناجياً رسول الرسالة السماويّة، محرّر أمّته من العبوديّة ومحطّم القيود الفولاذيّة بإسم الله وسبحانه.


وطني يئنّ يتيم القوّة، يافعاً بين جبابرة جليات، وما أحوجه توّاً إلى قلب داوود وحجره.


وطني يئنّ ذرفاً ناساً ظُلموا فظَلموا، وفي جورهم بدّدوا العدل وشتّتوا الإنصاف وأغرقوا الحقيقة في مستنقع تيه السياسة والقضايا والمصالح.


وطني يئنّ يحنّ لتاريخ الزهوّ والشموخ، للأحبّاء المُبعدين والشهداء البارّين، ولذكراهم المتسلّقة على جدران البيوت صوراً وأكاليل.


وطني يئنّ ينازع الروح على ورقة متأرجحة، تارةً ظافرة لأولئك وطوراً هالكة لذيك، يتناتشون مصيرها على طاولة المراهنات حول جلسات الغليون والخمر وفَلَوات الحظّ، وأرخص ما فيها عندهم وطني.


وطني يئنّ يرزح في البرزخ مستغيثاً بالسماء لانتشاله من ذاك النفق الجهنّمي، قبل لفظ أنفاسه الأخيرة احتراقاً بنار القَحط والعُسر.


وطني يئنّ ينتحب يشكي الأعالي متلمّساً ندى الرضى الإلهيّ، علّه يُنسيه واقعه الذي صنعه ناسه وارتضوا به عن عمد أو غيره.


وطني يئنّ مكتئباً متألّماً بما ومن فيه، ورغم ذلك ينازع المَنون آبياً التخلّي عمّن تخلّوا عنه.


أينَك وطن النجوم ؟ فأنا ما عدتُ هنا لأنّ،
وطن الوهج الشّرَر تحوّل، وعرشه العليّ تزلزل، تبدّل، تبديل الماس بالفحم تجبّل، وتاج مجده في ديجور مُدْلَهِمّ تحلّل، وشعبه البائس تغربل، تملّل، مللاً إلى الغربة تسلّل.
وطني أينَك وأنينُك هادر وما من مُجيب  ...

 

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني