جهاد نافع - الديار
انتظر اللبنانيون اطلاق منصة البطاقة التمويلية بصبر نافد، لعلها البحصة التي تسند الخابية، في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد، لكن تبين عند الاعلان عنها انها بطاقة تعجيزية بأمتياز،حسب وصف احد ابناء وادي خالد في عكار حين تلقى رابط منصة البطاقة من وزارة الشؤون الاجتماعية فكانت المفاجأة بشروطها التعجيزية التي تجعل الحصول عليها شبه مستحيل ومحصور فقط بعدد محدود جدا.
المواطن العكاري استوقفه رابط البطاقة التمويلية الصادر عن وزارة الشؤون الاجتماعية، واعتبر ان من اعد شروط المنصة للحصول على البطاقة لا يفقه شيئآ عن شؤون وهموم ومعاناة المواطن اللبناني الذي ينتظر منذ أشهر اطلاق البطاقة والبدء بتسليمها الى المواطنين الفقراء والمحتاجين المقهورين ، فاذا بها بطاقة تعجيزية.
وتابع ابن الوادي قائلا: اعتقد، بل اكاد اجزم، ان هذا المشروع فصل على مقاس فئة معينة من اللبنانيين...
وتوجه بتساؤلات باسم العديد من المواطنين : لماذا يا معالي وزير الشؤون الاجتماعية كل هذه الشروط المعقدة ؟ ومساعدة المحتاجين يحتاج الى شروط بهذا الحجم من التعجيز؟
ويتابع انه لفت نظره ان هناك شرطا ان يكون لدى كل افراد الأسرة (بطاقة هوية) واغلب العائلات ليس لديهم هذه (الهوية) لكل افراد العائلة ويعتمدون على اخراج القيد، وايضا استوقفني كلمة المرور التي يجب ان تكون مكونة من احرف وارقام ورموز، وايضآ شرط الدخل الضريبي وكأننا في لبنان من هواة دفع الضرائب... لماذا يا معالي الوزير كل هذا التعقيد؟! ألا يكفي اسم رب العائلة مع رقم هاتفه واسماء افراد اسرته مع صورة عن اخراج القيد العائلي وعنوان السكن ؟
ويوضح ان قلة قليلة جدآ استوفوا الشروط واستطاعوا ارسال الطلب، واذا لم يتدخل المعنيون من رؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات لتعديل بعض هذه الشروط فلن يستفيد منها إلا القلة القليلة جدآ ايضآ من الشعب اللبناني كما هو الحال مع بطاقة الشؤون الأجتماعية التي لم يستفد منها إلا من هو ليس في حاجتها».
بدوره غرد عضو تكتل لبنان القوي النائب أسعد درغام قائلا : « إنتظرنا حوالى السنتين لإنجاز داتا البطاقة التمويلية فتبين أن ملء الاستمارة معقد أكتر من تأمين الأموال والدفع. اذا هيك مبلشين الله يطمنكم».
مواطنون محتاجون تساءلوا : هل فعلا تريد الدولة اللبنانية مساعدة مواطنيها ؟ يتحدث هؤلاء عن وضع معظم العائلات الفقيرة التي تحتاج الى بطاقة لكنها لن تحصل عليها لاسباب عديدة ابرزها: ان جهاز التلفزيون بات موجودا لدى جميع الاوساط من غني الى فقير معدم، وبوجوده ينتفي حق الحصول على البطاقة، وان كثيرا من العائلات تعيش على تحويلة خارجية لا تتعدى قيمتها في احسن الاحوال المئة دولار وتنتفي حينئذ أحقية الحصول على البطاقة وكأن هذه المئة دولار تسد رمق هذه العائلات...
ويشير مواطنون الى ان البطاقة بحد ذاتها لن تكون كافية في ظل انهيار الليرة وارتفاع اسعار المواد الغذائية والاستهلاكية اضعافا مضاعفة، والظاهر ، برأي هؤلاء ، ان الدولة وضعت شروطا لتحد من عدد المستفيدين، ولعلها خصصتها فقط للمقيمين في أكواخ وخيم ، وكأن بقية المواطنين يعيشون ببحبوحة ...
ويخلص هؤلاء الى التأكيد ان ملء الاستمارة يحتاج الى متخصص لان بعض البنود يعجز المواطن الفقير عن تأمينها وحتى استيعاب فحواها ..