دموع الأسمر - الديار
يغرق القطاع التعليمي الرسمي منذ ثلاث سنوات في ازمة تربوية معقدة سيكون لها تداعيات خطيرة في السنوات المقبلة، خصوصا ان اجيالا تلو اجيال تترفع آليًا وهي دون المستوى المطلوب حيث يصل الطلاب الى مراحل متقدمة من التعليم لا تؤهله لمتابعة دراسته في المستقبل.
فقد خسر طلاب لبنان ثلاث سنوات من التعليم على مقاعد الدراسة، اولا بسبب الاحتجاجات الشعبية التي حالت دون وصول الطلاب الى مدارسهم ،وثانيا بسبب تفشي وباء كورونا على مساحة البلاد كلها،بعد اشهر من الاضرابات والاحتجاجات التي عمت لبنان طيلة اشهر،ثم تسبب الوباء باقفال ابواب المدارس في وجه الطلاب، والاكتفاء بالدراسة عبر تطبيقات «اونلاين «لكن لم تكن بالمستوى المطلوب خصوصا في المدارس الرسمية التي يعاني معظم اهالي الطلاب من فقر وعوز حالت دون تأمين الواح الكترونية ووصلها بالانترنت فادى الامر الى مشاركة عدد قليل من الطلاب في التعليم عبر الانترنت وقسم كبير عانى من غياب مستمر حتى عن رعاية عائلته التي تعاني من عدم اكتساب خبرة تعليم اطفالها مباشرة فكيف هو الحال مع التعليم عبر الانترنت.
اوساط طرابلسية تكشف عن مخاطر كبيرة تتعلق بالعام الدراسي لافتة الى ان الفقراء هم دائما من يدفعون الثمن، لافتة الى ان معظم المدارس الخاصة لم تعلن هيئة التعليم فيها عن تعليق الدروس او الاضراب المفتوح بسبب انهيار الليرة بل بالعكس التزم جميع المربين والمربيات بدوام ساعات التدريس دون تململ او تذمر، على عكس قطاع التعليم الرسمي الذي يضع دائما الطلاب مكسر عصا بينهم وبين وزراة التربية التي لا تلبي فورا مطالبهم.
والسؤال البارز هنا، لماذا يعمد قطاع التعليم الرسمي على الاستخفاف بمستقبل ابناء الفقراء بينما في القطاع الخاص لا يتجرأ ايا من المعلمين والمعلمات على اتخاذ خطوة يكون لها تداعيات قاسية على الطلاب؟..
واكدت الاوساط ان معظم هيئات التعليم في المدارس الخاصة لم تتلق اي زيادة على رواتبها بل ما زالت تتقاضى الراتب نفسه في المقابل لم ترفع هذه المدارس قيمة الاقساط على الاهالي.
لم يكتف اساتذة التعاقد بالاضراب التحذيري مدة يومين بل هناك توجه الى اضراب مفتوح لاسباب يرون فيها ان وزارة التربية خذلتهم، وحتى الساعة فان اي خطوة ستعلن سيكون لها تداعيات قاسية على طلاب الرسمي خصوصا بعد وضعهم في قضية لا صلة لهم فيها سوى انهم فقراء وعائلاتهم لا تملك الاموال لارسالهم الى المدارس الخاصة لذلك اضحوا كبش محرقة بين هيئة التعليم والوزارة.
اضافة الى مشكلة اهرى اخرى عانى منها الاهالي وهي ان ارتفاع اسعار البنزين والمازوت كانت له انعكاسات سلبية على أجور النقل بالباصات التي ارتفعت وعجزت كثير من العائلات عن تسديد اجور الباص، ومن جهة ثانية فان المناطق النائية في الشمال وعكار تعاني من العتمة ومن اسعار اشتراك المولدات مما عرقل التعلم عن بعد وستكون له ترددات في تلقى التلاميذ للدروس ويؤدي الى أمية مقنعة..