بقلم فؤاد سمعان فريجي
لم يعد هناك مستور في البلد وما كان خفياً اصبح على قارعة الطريق ، بعض الناس كانوا يتخفون تحت النظارات لئلا يقراء عابر السبيل تفاصيل عيونهم ويُحدق في الدمع المتجمد على خدودهم المتعبة ، بسبب البطالة والحالة المزرية التي بدأت منذ ٧ سنوات حتى بلغت المدى التصاعدي في العام ٢٠٢١
كانوا يسترون حياتهم اليومية من العوز ويتدبرون امرهم من اللحم الحي ، لكن طفح الكيل وها هي الأرقام تؤكد الواقع ، في دراسة أعدتها لجنة الأمم المتحدة الاجتماعية والاقتصادية لغربي آسيا (إسكوا ) عن تضاعف نسبة الفقراء من سكان لبنان لتصل إلى 55% عام 2020، بعد أن كانت 28% في 2019، فضلا عن ارتفاع نسبة الذين يعانون من الفقر المدقع بـ3 أضعاف من 8 إلى 23% خلال الفترة نفسها !!
وما يُثير التساؤل في هذه الظروف المأساوية التي تخرز في صدور اللبنانيين الفقراء والذين تزداد اعدادهم ، ان في البلد ٧ الآف جمعية خيرية لم تستطع تغطية نفقات هؤلاء الناس او الحد من ارتفاع اعدادهم ، مع العلم ان هذه الجمعيات تتلقى معونات ومساعدات من جهات إنسانية دولية !!
قد يقول قائل ان الجمعيات العالمية لم تعد تمدهم بالدعم ، هذا ليس صحيحاً ، وللرد سلفاً على اي صوت سيخرج للرد على مقالي ، اقول له هناك ايضاً متمولين لبنانيين يضعون اموالاً واحتياجات يومية وبكثافة في صناديق هذه الجمعيات !
عدد سكان لبنان ٥ ملايين نسمة يعني نصف المواطنين في حالة فقر ، إذاً ( ٧ الآف جمعية خيرية لم تستطع معونة نصف الشعب ، فهناك علامة استفهام كبيرة حول دورها !!
صحيح وبالمؤكد ان هناك جزء من العمل الخيري لبعض الجمعيات تنتظم في معونة العائلات الأشد فقراً وهي واضحة في تجرد عملها ورسالتها وتدفق الكثير من مجهودها عبر متطوعين وتبرعات وتقف الى جانب الموجوعين ، هؤلاء جنود المحبة .
أما ما تبقى من جمعيات البرستيج وجماعة الفيديوهات والولائم والصور والخطابات الباهتة ومزاريب الجيوب الشخصية ، هؤلاء يجنون الأرباح على حساب ألم الناس وعوزهم ويضربون المعوزين في صميم القلب !
٧ الآف جمعية خيرية والناس تزداد بؤساً ، كيف لو كان العدد اقل ماذا كان حدث ؟
وفي تقرير ( للدولية للمعلومات ) يؤكد
الجمعيات الأهلية في لبنان (يزيد عددها عن 7 آلاف جمعية) هي على مستويات ودرجات عديدة، بعضها يفتقر إلى أدنى الإمكانيات ويقتصر وجوده على رقم العلم والخبر، وبعضها الآخر فاعل ومؤثر ويحصل على عائدات مالية كبيرة قسم منها أموال الحكومة اللبنانية، ولكن أهم هذه الجمعيات وأكثرها قوة وتأثيرًا هي الجمعيات التي حصلت على مرسوم يمنحها صفة المنفعة العامة وعددها قليل (95 جمعية).
إذاً ما عمل باقي الجمعيات هل هو التفرج على قهر الفقراء في هذه الظروف التي من المفترض ان يجترحوا القيمين عليها حلولاً للوقوف امام الأحياء الذين ينتظرون معونة قبل ان يتحولوا الى أرقام وضحايا برسم الموت !!
|
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp)
اضغط هنا