لقراءة المقال عبر DW كاملا اضغط هنا
للمرة الأولى، يحيي الحبر الأعظم البابا فرنسيس قداسا بالطقس الشرقي الكلداني، وتتخلله صلوات وتراتيل باللغتين العربية والآرامية. ففي باحة كاتدرائية مار يوسف للكلدان، انتظرت جموع من المصلين المسيحيين اليوم السبت (السادس من مارس/ آذار2021) بصمت مهيب رجلاً لم يحلموا قطّ برؤيته.
وهناك أقام البابا للمرّة الأولى قداساً بالطقس الكلداني، فاق عدد المشاركات به من النساءعدد الرجال، ارتدت بعضهن غطاءَ أنيقاً أسود أو أبيض فوق رؤوسهن، احتراماً للزعيم الروحي لأكثر من 1,3 مليار مسيحي في العالم.
وانتظاراً لأول قدّاس يحييه حبر أعظم في العراق، جلس الحضور على مقاعد خشبية مزينة بأزهار زاهية، حاملين بأيديهم مسابح أو كتب صلاة صغيرة، فيما فصلتهم دقائق قليلة للقاء البابا فرنسيس.
رغم الفرح العارم الذي خيّم على المكان، إلا أن الحضور داخل الكنيسة كان محدوداً، على خلفية تفشي وباء كوفيد-19، إذ منحت كل رعيّة في بغداد 13 دعوة فقط لتوزيعها على الرعايا التابعين لها، كما قال الأب نظير دكو في الكاتدرائية، وسمح لهؤلاء فقط بدخول الكنيسة.
في القداس، بارك البابا فرنسيس القربان والنبيذ اللذين يرمزان بالنسبة للمسيحيين إلى دم وجسد المسيح، لكنّه لم يقم بطقس المناولة شخصياً.
وقام بدلاً منه العشرات من رجال الدين بتقديم القربان للمصلين. وطلبت امرأة من الكاهن أن يضع قطعة القربان لها في صندوق صغير لتأخذه معها إلى قريب مريض. وفيما همّ البابا بالمغادرة، بدأ الحضور بهتاف عبارة "فيفا بابا" أو "ليحيا البابا".
وكانت زيارة البابا فرنسيس حتى الآن محكومةً بقواعد احتواء وباء كوفيد-19، وبدأت بلقاءات رسمية في بغداد الجمعة، ولقاء مع المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني السبت، بالإضافة إلى زيارة لأور جنوباً. لكن كل تلك اللقاءات خلت من الجموع الغفيرة التي عادة ما تلاقي حبراً أعظم في مثل هذه الزيارات.
وقال البابا فرنسيس في أور حيث ولد النبي إبراهيم "من هذا المكان ينبوع الإيمان، من أرض أبينا إبراهيم، نؤكد أنّ الله رحيم، وأن أكبر إساءة وتجديف هي أنْ ندنس اسمه القدوس بكراهية إخوتنا. لا يَصْدُرُ العداء والتطرف والعنف من نفس متدينة: بل هذه كلّها خيانة للدين". وفي النجف، التقى البابا مع السيستاني في لقاء كان بمثابة لفتة قوية تدعو للتعايش السلمي في أرض عصفت بها الطائفية والعنف...
لقراءة المقال عبر DW كاملا اضغط هنا