فيما لا يختلف اثنان على ضرورة تشكيل حكومة في لبنان تواجه التحديات الاقتصادية والمالية، يبدو أن أفق الحلّ لا تزال مسدودة في ظلّ تعنّت بعض الافرقاء.
في هذا الاطار، ترى مصادر قريبة من بعبدا في حديث لـvdlnews، أن رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري يضرب الميثاقيّة عرض الحائط في ظلّ موقفه المستجد، وذلك بعد أن رفض مقترح رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي حمله المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، وذهب بعيدا بأن اشترط حصوله على ثقة نواب تكتل لبنان القوي ليعطي الرئيس ٥ وزراء مسيحيين، والا يحصر تمثيله بـ ٣وزراء.
واعتبرت المصادر ان الحريري يعود بذلك الى ما قبل العام 2005 لجهة محاولة السطو على حقوق المسيحيين من خلال تحويل المناصفة الى مناصفة وهمية.
وتشير المصادر الى أن ما يحاول الحريري تحقيقه لن يمرّ حتى وان اقتضى الأمر تصعيد الموقف، قائلة: "اذا كان هدفه مد اليد على موقع المسيحيين في الميثاق والدستور فانه سيفاجأ، هو وغيره، بما لا يتوقعه".
واذ نبّهت المصادر من مغبّة أن المخاطرة أكثر والمماطلة اكثر في تشكيل الحكومة، فهي حمّلت مسؤولية ما يترتّب عن ذلك من مزيد من الانهيار والفوضى الى الحريري.
وقالت المصادر ان الحريري أمّا لا يريد تشكيل حكومة، أولا يستطيع ذلك، لا سيما وأنه فقد وكالته السعودية. وسألت المصادر عن منافع جولاته وسفراته "السندبادية"، فيما البلاد تئن وترزح تحت كمّ هائل من الضغوط، قائلة: " ما معنى ان يحدد الحريري زيارة له الى روسيا بعد أسبوعين فيما البلاد تنهار بفعل تمنّعه عن تأليف الحكومة وتعنته في التعطيل؟".
ووجدت المصادر في ما وصفته هروبا الى الامام، أن الحريري سيجد وسيبتكر كل يوم عذرا جديدا لكي لا يشكل الحكومة.