رومي واكد
باختصار هذه حال اللبنانيين جميعاً.. فمن لم يفلح يوما بتجميع امواله وايداعها في المصارف يئن اليوم من وطأة العوز والفقر، ومن فنى عمره في الداخل كما الخارج لتأمين عيش كريم لعائلته واودع جنى العمر في احد المصارف، يئن اليوم من حجز امواله واقتطاعها، وكأن هذا لا يكفي لتنسحب المعاناة الى سوء المعاملة من قبل ادارات وموظفي هذه المصارف.
حكايات عدة يرويها المودعون عن المعاملة السيئة التي يتعرضون لها، فبعد ان كانت المصارف تلاحق الزبائن متوسلة اليهم انجاز جميع معاملاتهم من خلال برامجها، مع شفّة قهوة وفنجان نسكافيه، بات الزبون يقف مذلولا على ابواب الفروع صيفا وشتاء، متوسلا الموظفين الجاحدين اعطاءه فرصة لانجاز معاملته..
تروي احدى المودعات قصتها عن رفضاحد المصارف استقبالها منذ عدة ايام والسبب انتهاء دوام العمل، علما ان عقارب الساعة كانت تشير الى الحادية عشرة والربع اي قبل خمس واربعين دقيقة من انتهاء الدوام المخفّض اصلا، وعندما سألناها عن نوع المعاملة التي كانت ترغب بانجازها، تقول: كان بدي ادفعلن تشيك، لو بدي اسحب بقول الواحد...
حكاية أخرى يرويها احد المودعين في مصرف آخر، هناك حيث يصطف الزبائن على باب المصرف بانتظار الدور الذي يتأخر دوما، ولكن وفي هذا الصباح مفاجأة اخرى كانت بالانتظار.. على مدخل المصرف لصقت ورقة a4 كتب عليها: لتسهيل معاملاتكم وحفاظا على السلامة العامة الرجاء حجز مواعيدكم قبل الحضور، مرفقة برقم ال call center.
حاول احدهم الاستفسار من احد الموظفين فتنازل الموظف الملك عن عرش مكتبه وتوجه الى الباب، وعندما سؤل عن امكانية استثناء الوضع اليوم لأن المصرف خال من العملاء، رد بحزم: عليكم حجز المواعيد..
ويشير المودع الى انه حاول الاتصال بال call center اكثر من ١٥ مرة من دون ان ينجح بالتواصل مع احدهم لحجز موعد لن يكون في اليوم نفسه انما بعد ٢٤ ساعة او ٤٨.
يوما بعد يوم يتقدم القطاع المصرفي خطوة نحو الفشل الذريع، علما ان خطوات الانهيار بدأت منذ اكثر من سنة، وبانتظار جلاء صورة دمج المصارف نهاية الشهر الجاري نسأل الله التخفيف من معاناة اللبنانيين ومدهم بنعمة الصبر، علّ الامور تستقيم يوما ما..
|
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp)
اضغط هنا