وصفت مصادر مطلعة على الحراك الحكومي، الجولات الإعلامية التي يقوم بها الرئيس المكلف سعد الحريري بأنها إستعراضية لا تغني من جوع ولم تأت بأي إضافة لو ضئيلة على المسار الحكومي.
وقالت المصادر لـvdlnews: "عاد الحريري من جولته الخاصة التي أوحى انها كانت على ارتباط بتشكيل الحكومة، فيما الحقيقة تكمن في أن كل زياراته الخارجية، مهما طعّمها بأوصاف وألوان، هي من منطلق شخصي، لا علاقة للبنان بها سوى انه يستعمل لقبه رئيسا مكلفا لكي يتواصل مع المسؤولين في الدول التي يجول فيها".
وأضافت المصادر: "كان يتابع مشاكله الخاصة والشخصية في أنقرة ثم حطّ في أبو ظبي بعد فشله تكرارا في زيارة الرياض. بعدها إنتقل الى القاهرة غطاء لإستدعائه الى باريس التي وصلها وخرج منها من دون أدنى بيان عن السلطات الفرنسية تعلن فيه عن الزيارة أو الهدف منها. فبادر إعلامه الى الإستفاضة في الحديث عن العشاء الخاص مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وفي تزيينه بعبارات فضفاضة، في حين تمنّعت الرئاسة الفرنسية عن ذكر أي خبر عن اللقاء أو العشاء."
وقالت المصادر: "جولة الفراغ الذي اجراها الحريري في عدد من العواصم، يحاول استغلالها ليوحي بأنه عاد بدعم دولي، فيما الحقيقة هي في مكان آخر تماما، فهو زار قصر بعبدا من دون ان يقدم اي مقترح جديد. ولا يزال يتعاطى بخلفية ان تشكيل الحكومة هو من صلاحيته منفردا وانه لن يقبل باشراك الرئيس عون، الا بما يراه هو مناسبا. بمعنى انه يريد ان يظهر بمظهر انه هو من يمنح ويعطي ويغدق اللقب الوزاري، وأنه هو من يسمح للرئيس بتسمية عدد محصور من الوزراء المسيحيين من دون ان يكون له رأي لا في الوزراء المسيحيين الآخرين ولا في مجمل وزراء الحكومة. بمعنى آخر، لا يزال الحريري يعتبر رئيس الجمهورية صندوقة بريد يودع فيها رسائله، رافضا أن يقرّ بأن الرئيس هو شريك كامل في تشكيل الحكومة بكل مراحل التشكيل، بدءا من تحديد مهمتها ورسم اطارها وتوزيع حقائبها سياسيا وطائفيا، قبل الوصول الى تسمية وزراء هذه الحقائب".
وأضافت المصادر: "لا يزال الحريري يطبّق نظرية: انا الذي اشكل الحكومة، فيما يقتصر دور رئيس الجمهورية على التوقيع، أو يمتنع فيتهمه الحريري بالعرقلة".
وأشارت الى أن "زيارة الرئيس المكلف لقصر بعبدا اليوم أتت في هذا السياق. إذ هو فاتح الرئيس عون بمجموعة أسماء، ورفض مجرّد النقاش بكامل التشكيل، ثم خرج مطلقا مواقف استفزازية تلامس الوقاحة، مما يدل على انه لا يريد التعاون من أجل تشكيل الحكومة".
وخلصت الى أن مجمل هذا السلوك، ولا سيما تعمّد الحريري المواقف الإستفزازية، يدل على أنه لا يريد تشكيل حكومة. والواضح ان التدقيق الجنائي هو السبب الرئيسي وراء التصعيد وكلامه غير المألوف في القصر. هو بصراحة يريد نسف اي فرصة لتشكيل حكومة اولى مهامها وفق المبادرة الفرنسية اجراء التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان.
|
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp)
اضغط هنا