منذ ١٤ شباط الماضي ذكرى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ولا تتوقف الجوقة السياسية والاعلامية ذاتها عن اتهام الشيخ بهاء الحريري بالتخريب وافتعال الاشكالات في الشارع والشغب، فلماذا هذه الاتهامات ومن اين تأتي؟

سياسة بهاء الحريري اثارت الرعب في نفوس الجميع في لبنان وخصوصا في الاوساط السنية، اذ ان الرجل الشجاع والطموح دخل الى السياسة بنضج كبير وبقدرات كبيرة، وهو اتى لانه يريد تخليص بلده من الخراب والتخريب وليس لمتابعة سياسة التخريب وافتعال المعارك في عاصمة الشمال طرابلس التي عاشت صولات وجولات من القتال المدفوع الثمن بذخائر حربية مشبوهة.

بهاء الحريري يريد استكمال سياسة رفيق الحريري الذي عمّر الحجر والبشر، وهو عاد لرفض سياسة التجويع والترهيب والترغيب، ولرفض التشدد والتصلب الطائفي والتطرف، فهو رجل معتدل ولا يميز بين طائفة واخرى. وهو دخل الوسط الاعلامي بقوة واعاد الوهج للاعلاميين الذين يعملون بالعشرات مع منصة صوت بيروت انترناشونال، وهو انقذ وسائل اعلامية من الافلاس والاقفال وضخ روحا جديدة في عالم الاعلام واعاد التنافس الى الساحة، والعاملين في المشروع هم من جميع الطوائف.

بهاء الحريري يقدم الكثير من المساعدات وهو لا يعلن عنها كما تفعل البروباغندا والجوقات المروجة، فهو يهمه الفعل ولا القول، وهو يهمه العمل لا الوعود، فهو لا يخبر عما يفعله ويقدمه، فمنذ ايام قدم عددا كبيرا من اجهزة التنفس واعلن عن الامر لكي تصل هذه الاجهزة الى من يحتاجها. وهذه الاجهزة ستوزع على الجميع في كل لبنان وليس لطائفة دون سواها كما يفعل البقية. وفي الايام المقبلة يحضّر لاكبر عملية مساعدات لكل اللبنانيين من دون تمييز. فبهاء الحريري سيعلم الشباب اللبناني وسيقدم المنح الجامعية لأن قلبه حزين على شباب بات التعليم بالنسبة له مستحيل في ظلّ الظروف المالية الراهنة والأزمة الحاصلة، لأنه يحلم ان يبقى لبنان منارة علمية للجميع.

بهاء الحريري لا يهمه سوى السلام ونزع سلاح الميليشيات ووقف القتل والاغتيالات، ولا يهمه سوى العمل والاقتصاد القوي والعملة القوية وان يتعلم كل شاب وشابة وان يعملوا في وطنهم وان يبقوا حيث جذورهم. اما عن التخريب والدمار والدماء، فهذه ليست سياسته ولا حتى اخلاقه ولا حتى تربيته، وللذين يتهمونه بالامر... خيطوا بغير مسلة. ولمن لا يعرف بهاء الحريري ولمن يتهمه بمشاريع مريبة ومتشددة، فهو شخص مميز لا يترك مناسبة دينية لاي طائفة او مذهب الا ويقوم بواجباته، وهو مقرب من شخصيات دينية مسيحية وخصوصا من البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، وانسانيته تدفعه للاتصال بكل شخص مريض او حزين او فقد قريب، وهو يلعب دور الاخ والأب، فهو فقد والده بأبشع الظروف ولا يزال متأثرا من هول ما حدث.

محيط بهاء الحريري هو من كل الطوائف وكل الالوان ولا يميز بين ايلي ومحمد، ولا بين وليد وعمر، ولا بين علي وربيع، فالجميع عنده سواسية ولبنانيين، ومن قلبه على بلده لا يهمه اي شيء، والايام المقبلة ستثبت حياد الرجل ومحبته لكل الشعب اللبناني وستظهر ان مشروعه المعتدل سيكون لمصلحة كل لبنان وليس لأي طائفة. من يصفهم الحريري بانهم امراء الحرب هم المتطرفون والذين دمروا لبنان وقتلوا شعبه وخربوا الحجر والبشر وسفكوا الدماء، وهم انفسهم يتهمونه بكل سوء، فمن كفه نظيف سيبقى ومن كفه ملوث بالدم سيبقى كذلك.