أعلن عن وفاة رجل الأعمال السوري نادر قلعي، عن 58 عاماً، أمس الثلاثاء، بحسب مصادر مختلفة، نتيجة مضاعفات إصابته بالفيروس المستجد كورونا، في كندا التي يقيم فيها، منذ سنوات.
وأعلنت مواقع وشخصيات موالية لنظام الأسد، وفاة قلعي، والذي "خطفه الموت بقسوة لم نتوقعها" بحسب صديق قلعي، أيمن القحف، والذي سبق له العمل مستشاراً إعلامياً لرجل الأعمال الراحل، لدى تأسيس شركة "سيريتل" للاتصالات الخلوية في سوريا.
وفيما لم يشر القحف إلى سبب وفاة قلعي، وصفه بـ"الصديق النبيل" الذي "رحل شاباً" والشخص "غير العابر" في تاريخ سوريا، كما قال.
من جهته، أكد موقع "كلنا شركاء" السوري المعارض، بأن قلعي مات في مستشفى رفيق الحريري في بيروت، وليس في كندا، وقال في خبره عن وفاته: "وأشاع رفاقه أنه قد توفي بسبب إصابته بكورونا مما أدى لتوقف الرئتين، لكن انتشرت شائعة أنه كان قد توصل لاتفاق سري مع الحكومة الكندية يقضي بتعاونه مع القضاء ونقل المعلومات التي لديه عن نظام الأسد مقابل تبرئته وعدم سجنه في القضية التي رفعت عليه بالمحكمة في كندا، لذلك عاد مباشرة بعد التبرئة لدمشق ومن ثم انتقل لبيروت ويبدو أن النظام قد ارتاب بالأمر، وتخلص منه".
وكان قلعي أحد المدرجين على قائمة العقوبات الأميركية، بحسب قانون "قيصر" في شهر يونيو 2020، إلى جانب رئيس النظام السوري بشار الأسد وزوجته وشقيقه اللواء ماهر وشقيقته بشرى الأسد.
ويعتبر قلعي من شركاء رامي مخلوف السابقين، خاصة لدى تأسيس شركة "سيريتل" للاتصالات الخلوية التي أصبحت تحت يد الأسد، منذ شهور، بعد تعيين حارس قضائي عليها.
ومن كبرى شركات الاتصالات الخلوية في البلاد، كان نادر قلعي شريكا لرامي مخلوف، أيضا، في تأسيس شركة "شام" القابضة، والتي أصبحت هي الأخرى تحت سلطة الأسد، إثر تعيين حارس قضائي عليها، بعد خروج الخلافات بين الأسد وابن خاله، رامي مخلوف، إلى العلن، نهاية شهر أبريل عام 2020.
ويشار إلى أن قلعي، قد غادر شركة "سيريتل" عام 2008، وكان يشغل منصب المدير، في ذلك الوقت.
وخضع قلعي، لمحاكمة في كندا التي كان يقيم فيها إقامة شبه دائمة، عام 2019، بسبب انتهاكه العقوبات التي أقرتها البلاد، على النظام.
وذكرت أنباء متقاطعة، بأن قلعي حين خضوعه للقضاء الكندي، كان خارج البلاد، واعتقد حينها أنه قد سافر إلى دمشق، ومثّله في مجريات الدعوى المرفوعة بحقه، فريق من المحامين، أمام المحكمة العليا، في هاليفاكس.
وذكر موقع "هاشتاغ سيريا" الموالي للنظام، بأن قلعي من "أبرز رجال الأعمال السوريين" وأسس العديد من الشركات في البلاد.
ويعرف قلعي، بالشريك السابق لرامي مخلوف، رجل الأعمال وابن خال الأسد، أسس معه شركة "شام القابضة" وشركة "سيريتل" فضلا من أعمال مشتركة كثيرة.
وسيطر رئيس النظام السوري، بشار الأسد، على أكبر شركات ابن خاله رامي مخلوف، عبر قرارات وقوانين، تم بموجبها وضع يد الأسد على كبرى شركات الرجل، بعد خروج الخلاف بينهما، إلى العلن، وظهور رامي مخلوف في فيديوهات مصورة، يخاطب فيها رئيس النظام، ويهدد شخصيات داعمة لنظامه يصفها بأثرياء الحرب، حتى انتهى الأمر بالأسد، بالاستيلاء على منزل رامي مخلوف، بعقود "مزوّرة" كما قال الأخير، في تدوينة على حسابه الفيسبوكي.