بعد أحداث طرابلس.. داليا جبيلي تستقيل من حزب 7: الحزب دأب في كثير من الأوقات على التخلي عنا في ساحات الثورة
بعد أحداث طرابلس.. داليا جبيلي تستقيل من حزب 7: الحزب دأب في كثير من الأوقات على التخلي عنا في ساحات الثورة

أخبار البلد - Saturday, January 30, 2021 11:47:00 AM

استقالت الناشطة داليا جبيلي من حزب 7، واليكم نص الاستقالة:

لقد واكبت تحركات "حزب 7" منذ بداياته، فقد كنت أرى فيه حزبًا قد رفع شعاراتٍ تلامس نفوس كلّ من استشعر ضرورة التغيير السياسي في هذا البلد الذي تحكمت فيه مافيا السلطة والمال، والتي أدت إلى الانهيار الذي نشهده اليوم.

أكثر من ثلاث سنوات وأنا متفانية في عملي ضمن الحزب، تاركةً بيتي وأولادي الخمسة لهدفٍ أعظم، وهو بناء بلدٍ قويمٍ يصلح لأبنائي وأبناء الشعب اللبناني، ولكن بعد حصاد هذه السنوات لا بدّ من عرض تجربتي مع "حزب 7" أمام الناس الذين وثقوا بي وأحبوني لا لكوني من الحزب، بل هم أصلا تقربوا من الحزب نتيجة ثقتهم بي شخصيا.
لقد عانينا ضمن "حزب 7" من الفوقية التي تتعاطى بها قيادات هذا الحزب، والبيروقراطية التي تتنافى مع الشعارات التي ترفعها قياداته، ناهيك عن المحسوبيات داخل الحزب، وعدم الاكتراث بالناس التي تعمل معهم على الأرض، وعدم الاكتراث هذا نابعٌ في أغلبه من السعي خلف أغراض ومصالح شخصية ضيقة.
لقد دأب "حزب 7" على رفع شعارات المدنية وتخطي الطائفية، ولكن تجربتي معهم أثبتت لي العكس، وأن أي شخص ملتزمٍ ببعض الممارسات الدينية ليس له أي حظوة عند قيادات الحزب، بل يتم تجاهله واستبعاده عن أي قرار أو تأثير داخل الحزب، ولو كان من أكثر الناشطين على أرض الواقع.
كما أن الحزب دأب في كثير من الأوقات على التخلي عنا في ساحات الثورة، حيث كان يُرسل قرارات في خضم التحركات الشعبية بضرورة ترك ساحات التظاهر، أو يطلب من الناشطين أن يعلنوا عن مشاركتهم في التظاهر بصفتهم الشخصية لا الحزبية، وعندما كنا نراجع خلفيات هذه القرارات نكتشف أن خلفياتها مصلحية ضيقة لبعض الشخصيات والقيادات في الحزب، وسعي منهم لاسترضاء بعض الشخصيات الموجودة في السلطة، وهذا مخالف للصورة التي يحاول الحزب إبرازها عن نفسه بأنه من مؤيدي الثورة، وأنه يواكب تحركات الناس المظلومين والجياع.
وعليه، وبناءً على تجربتي هذه مع "حزب 7"، والتي أوصلتني إلى قناعة بأن هذا الحزب لا يختلف البتة عن أحزاب السلطة الحاكمة، وأن خلافه مع هذه السلطة هو للوصول إلى السلطة بدلها وليس لتغيير السلوك السياسي والأخلاقي للحكم في لبنان، فإنني أجد نفسي مدفوعةً بنفس الأسباب الوطنية التي دفعتني للانضمام إلى هذا الحزب، إلى الإعلان عن استقالتي منه بعد تأكّدي بأن العقلية السائدة فيه لن تتغيّر، على غرار عقليات السلطة الحاكمة.

نهارالجمعة الواقع فيه 29-كانون الثاني-2021

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني