"عم يوصلوا لعنّا على آخر". هذا ما تقوله مسؤولة الانعاش في مستشفى ضهر الباشق الحكومي في الحديث عن الحالات التي تدخل الى مستشفى مؤخرا، مع الارتفاع الهائل بنسبة الاصابات، ومع التحوّر الحاصل على صعيد فيروس كورونا. "نسبة الاوكسيجين عن تكون واطية، والاتهابات الرئوية عم تكون حادّة جدّا.. احيانا 95%"، تؤكد د. سيلفي كرم في أكثر من حديث تلفزيوني.
زميلتها، مسؤولة التمريض في المستشفى، د. دينا خشابة، تقول "لا، لم نعتد على وجع الناس، نتأثّر بكلّ مريض.. ولكن لا فرح يضاهي أن يغادرنا أحد المرضى على رجليه وبصحة جيّدة بعد العناية التي نوليها ايّاه"، تؤكد.
أن يقوم المريض على رجليه اذا، والأعداد الهائلة التي تصل ولا سيما في المتن الشمالي، ما كانت لتجد مكانا لها أو سريرا، وما كانت لتحصل على العناية الطبيّة اللازمة، لولا الجهود التي بذلت لاستحداث قسم خاص بكورونا في مستشفى ضهر الباشق.
فالمستشفى اليوم الذي يشكل ملجأ للمصابين بالكورونا في المنطقة على مدى الليل والنهار، بين العناية الفائقة والطوارىء وغرف الحجر، مع قدرة استيعابية من 23 سريراً لكورونا، سيضاف اليها حوالى ال15 سريراً في الايام المقبلة بالتعاون مع وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية والصليب الأحمر، ما كان ليكون لولا المبادرة التي قام بها رئيس لجنة المال النيابية ابراهيم كنعان و نائب المتن منذ بدء جائحة كورونا.
فالأخير حمل الملف بين بعبدا والسراي الحكومي ووزارة الصحة والمنظمات الصحية المحلية والدولية والقطاع الخاص ، لتأمين ما يلزم للمستشفى لوجيستياً وطبياً، حتّى أن تابع الملف مع رئيس الجمهورية الذي بادر في آذار 2020، الى طرح الموضوع على طاولة مجلس الوزراء من خارج جدول الأعمال، وتقرر صرف الاموال للمستشفى من المساهمة التي تلقتها الحكومة ومنها من جمعية المصارف وبعض الجهات الأخرى .
على اثر ذلك، تسلمت ادارة المستشفى معدات ولوازم طبية بقيمة 250 مليون ليرة من الهيئة العليا للإغاثة، استتبعت بمبلغ 600 ألف دولار كما تبعه تخصيص وزارة الصحة جزءاً من اعتماداتها لاستكمال تجهيز المستشفى. واذ يسهم ضهر الباشق اليوم في معالجة مرضى كورونا والتخفيف من وطأة الجائحة على ابناء المنطقة، وانقاذ حياة الكثيرين، فهو ، يستمر بلعب دور هام على صعيد العلاج من ادمان المخدرات، وعلى صعيد غسيل الكلى. "تجهيزاته وواقعه الذي يتطوّر، سيشكّل الملجأ لأكثر من 500 الف نسمة في قضاء المتن الشمالي"، يقول معنيون بالشأن الصحي.