غريبة هي هذه الحياة، التي تتوقف في ثانية، تسمح للموت بالتسلل اليها ليخطف الأحباء، ثم تعود الى الهرولة من جديد، فتمر الأيام وينقضي الزمان ولا تندمل الجراح.
منذ حوالي السنة، هز خبر وفاة 4 أطفال لبنانيين في أستراليا لبنان والعالم... ليلى جعجع هذه الأم الخارقة ورفيق دربها دانيال عبدالله، ودعا 3 من أبنائهم وابنة قريبة دانيال، بعد أن دهسهم سائق سيارة مخمور وتحت تأثير المخدرات بالقرب من منزلهم في سيدني.
كانوا على الرصيف عندما قفزت السيارة الرباعية الدفع واصطدمت بهم، أنطوني وأنجيلينا وسيينا وفيرونيك، رحلوا في أول شباط 2020، غادروا هذه الدنيا لتلاقي أرواحهم الملائكية روح الله وتستقر في حضنه.
وبعد الرحيل المؤلم صدمت ليلى البشرية جمعاء، فبعد أن ركعت على دماء أولادها وحملت مسبحتها تصلي بايمان وحرقة، أكدت في تصريح صحفي حينها: " لا يحدث شيء الا اذا اراده الله أن يحدث وأنا أعلم ذلك، كما انني أعلم أن الرجل الذي صدم أولادي كان ثملاً وهو يجوب الشوارع... أنا الآن لا أستطيع أن أكرهه ولا أريد رؤيته، في قلبي سأسامحه لكنني أريد العدالة من المحكمة... لن أكرهه لأن هذا لا يشبهنا وليس ما يقوله لنا ديننا... أسامحه لكنني أريد العدالة وأعتقد أن الله يعلم ما هي العدالة لأن هذه مشيئته!".
هذه الكلمات التي اختصرت المسيحية والايمان الصادق، دفعت بمئات آلاف الأشخاص في أستراليا الى الاقتراب من الكنيسة والعودة للصلاة واعتناق المسيحية، الأمر الذي أكدته صفحات تخص الطائفة الأورثوذوكسية في البلاد، والتي استخدمت التعبير التالي: "هذه العائلة تمكنت خلال أشهر من القيام بما لم يتمكن الكهنة والواعظون من القيام به خلال عقود!".
العائلة التي خسرت أحباءها تحتفل غدا بذبيحة الهية عن راحة نفس الملائكة الأربعة، وسيتم بث القداس في الصفحة المخصصة لهم عبر فيسبوك "The Four Angels"، وعلى صفحة "سيدة لبنان".
كما أطلقت العائلة شعار " i4give day" على تاريخ 1 شباط، ليكون يوم المسامحة ونشر قوة الايمان في القلوب.
هذه المحبة العظيمة التي نشرتها هذه العائلة اللبنانية حول العالم لا مثيل لها، وكأن قدرة الله حضنت هؤلاء الأفراد ليجتمعوا على الايمان والصلاة في وجه الكارثة التي حلّت بهم... ويبقى الايمان مبنيا على رجاء القيامة وتبقى العبارة التي لا تزول: "المسيح قام"!
|
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp)
اضغط هنا