قبيسي: الرئيس عون طلب أن أكمل ملف الجمارك "للآخر" وهذا ما فعلته ...مصادر معلوماتنا هي من جمهور الأحزاب نفسه
قبيسي: الرئيس عون طلب أن أكمل ملف الجمارك "للآخر" وهذا ما فعلته ...مصادر معلوماتنا هي من جمهور الأحزاب نفسه

خاص - Tuesday, January 26, 2021 5:21:00 PM

حلّ الصحافي الإستقصائي رياض قبيسي ضيفاً في برنامج spot on  مع الإعلامي رالف معتوق عبر إذاعة صوت كل لبنان وصوت الغد أستراليا، لافتا إلى أنه يتعمد تقليل إطلالاته الإعلامية ليركز على المادة التي يقدمها وليس على شخصه أمام الناس، إذ أنه "لا تأثير لأموري الشخصية على حياتهم".

وعمّا إذا كان يستطيع إيجاد العديد من ملفات الفساد للحديث عنها لو كان يعمل في بلد آخر غير لبنان، قال أنّه في كل بلد يوجد ملفات فساد، لكنه لم ينكر في الوقت نفسه أنها ربما لن تكون بالوتيرة نفسها الموجودة في لبنان.

اما عن قدرته على كشف ملفات الفساد، فيربطها قبيسي بقانون كل دولة، "فحرية التعبير الموجودة في لبنان هي بسبب الفوضى الموجودة فيه، عكس أميركا مثلاً والتي تنص في دستورها على هذه الحرية".

ويرى رياض أنّه و"نتيجة هذه الفوضى في لبنان، تستطيع كشف ملفات الفساد في حال كان لديك الدعم من طائفة او من جهة سياسية معينة أو إذا كان الشخص يجيد اللعب على التناقضات".

ويضيف " هذا ما أفعله أنا"، لافتا إلى أن "اللعب على التناقضات يتطلب من الشخص أن يكون قويا" و "عنده ركاب" للدفاع عن نفسه، ويجب عليه أيضا امتلاك المعلومات والادلة في الملف الذي يطرحه.

من جهة أخرى، نفى قبيسي أن يكون قد تلقى أي اتصال من أي طرف سياسي لدعمه عند الحديث عن طرف آخر، مؤكداً أنه في حال أراد التأكد من صحة معلومة معينة يلجأ لزملائه ويطلب منهم فعل ذلك، لأن السياسيين في لبنان يحاولون قدر الإمكان تجنّب التواصل معه.

والسبب في ذلك برأيه هو أن السياسيين يعرفون طبيعة عمله "الخارجة عن أي أجندة سياسية"، فهو يكشف "مكامن الفساد عند الأشخاص المحسوبين على الطرف الأقوى سياسياً في البلد وهذه طبيعة الصحافة الإستقصائية".

نسأل قبيسي عن غايته من عمله الاستقصائي، فيجيب أن هدفه هو الصالح العام، مؤكدا أن ليس لديه أي طموح سياسي، وأكثر من ذلك، يرى قبيسي أن تجربة تحوّل الصحافي إلى سياسي "غير مشجعة"، ولا يعنيه هذا الامر.

وعن تجربة الإعلامية والنائبة المستقيلة بولا يعقوبيان، اعتبر قبيسي أنها "قدّمت نموذجاً للمشرّع الذي يقف مع قضايا الناس ويلاحقها ويحاول تشريع قوانين من أجل تحسين المجتمع وتحديث قوانين الدولة لكن هناك تجارب أخرى غير مشجعة".

وعن مطالبة البعض ليعقوبيان بإبراز مستندات تبرز صحة ادعاءاتها في ملفات فساد كانت قد تحدثت عنها في الإعلام، رأى قبيسي أن المطالبة بالأدلة "أمر صائب"،  مشددا على أنه "في حال لم يكن لدى الشخص حد أدنى من الوثائق والادلة التي يبني على أساسها الفرضيات فيجب عليه عدم الحديث عن الأمر على الهواء"، و"هذا النهج الذي لطالما حرصت على اتباعه في مسيرتي المهنية كاستقصائي".

وعن قيام تلفزيون الجديد بوضع مرافق لحمايته، قال أنّ "هذا قرار المحطة بناء على احتياطات أمنية"، كاشفا أن هناك اوضاعا معينة يُطلب منه خلالها أن يقلّه شخص خلال تنقلاته، ومع أن هذا الأمر من الممكن أن يُسبب له الخوف،  لكنه لا يستسلم لخوفه، بل يتعامل معه كحافز للاستمرار بكشف الفساد عند الطرف الذي تعرّض للتهديد من قبله.

وعن الطرف الذي يعتبره أقل فساداً في الدولة اليوم، فضّل قبيسي عدم إعطاء شرف قول ذلك لأي طرف سياسي، مشيراً إلى أنه ليس هناك طرف أقل فسادا من الآخر، مؤكدا أنه "ليس  صحيحاً أنني أكشف فساد طرف واحد دون غيره".

واستغرب قبيسي أن يتهم بعدم تناول حزب الله في تحقيقاته الاستقصائية، مذكرا بأن "قناة الجديد هي المحطة الوحيدة التي تسدل الستار عن ملفات الفساد في الجنوب".

وفيما يتعلق بتصويبه على التيار الوطني الحر عن طريق الجمارك، قال أنه يعمل على ملفات الفساد في المرفأ منذ العام 2012 ، أي قبل أن يصبح مدير عام الجمارك محسوباً على التيار الوطني الحر، لافتاً إلى ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أشاد بعمله عندما افتتح هذا الملف، بل "وطلب مني أن أكمله للآخر، وهذا ما فعلته!".

أما الهجوم الذي تعرّض له العهد من قبل ثورة 17 تشرين دون غيره، فعزا قبيسي السبب إلى أنه "الطرف الحاكم حالياً" مشيراً إلى انه تم الحديث أيضا عن حركة أمل.

وفجّر قبيسي مفاجأة، كاشفا أن بعض من يهاجمونه بتعليقات سلبية على مواقع التواصل الاجتماعي، يرسلون له الدعم عبر الخاص من أجل الإستمرار في التصويب على الطرف السياسي الذي يتّبعونه، لأنهم يواجهون مشاكل معه.

كما أوضح أن المعلومات التي تصل إليه وإلى زملائه في وحدة التحقيقات الاستقصائية هي من جمهور الأحزاب نفسه، وفي موضوع الجمارك، فإن المعطيات التي يحصل عليها "تأتي من أشخاص يعملون في الجمارك".

ولم ينفِ قبيسي إمكانية تعرّضه للضرب كما حصل معه سابقاً لكنه يعتبر ذلك جزءا من المخاطر الموجودة في مهنته التي اختارها بكامل إرادته.

وعن الطريقة التي يتحدث بها والتي يصفها البعض بـ "الشوارعية"، قال أن ذلك أفضل من أن يكون لصاً مشيراً إلى أن "العصابة التي سرقت أموال الناس وأوصلت البلد للإفلاس لا تفهم إلا بهذا الأسلوب".

وعن المصطلحات والحركات التي يقوم على الهواء مباشرة، قال أنها مقصودة من أجل استفزاز المسؤولين، مؤكدا انه "لا تعنيني السخرية مني عبر وسائل التواصل".

وعن جملة I am the one who knocks   التي اشتهر فيها للرد على المسؤولين في الجمارك، قال أنها مقتبسة من شخصية تلفزيونية، فهو يرفض الانصياع للخوف من ارتكاب جريمة بحقه، بل أن "السياسيين هم من يجب أن يخافوا".

ولا تختلف شخصية قبيسي في الحياة العادية، عن شخصيته التي عرفها اللبنانيون عبر تحقيقاته الاستقصائية. وفي هذا الإطار، يلفت إلى أنه لا يتصرف مع ولديه بهذه الطريقة عند الغضب "لأنهما ليسوا عصابة"، بل يعلّمهما بأن "يردّا الضربة لمن يعتدي عليهما ولا يخافا من شيء".

واشار إلى انه قبل سنوات حين ذهب مع فريق عمله إلى الجمارك كان قد طلب منهم أن لا يقاوموا في حال تعرّضوا للضرب من أي جهاز امني، لافتا إلى أن اللغة الاستفزازية التي يتصرف بها تجعل المادة التي يقدّمها تأخذ حقها بشكل اوسع، أما عن خروجه عن القواعد الصحافية المعهودة، فيذّكر قبيسي بـ"القاعدة الذهبية"، هي أنه "ليس هناك قاعدة... وهذا عالم التلفزيون".

وذكّر كيف كان يتعرض للسخرية بسبب استخدام الموسيقى وأدوات أخرى غير اعتيادية في تقاريره، لكن الأمر اصبح ابعد فترة عادياً في الإعلام.

وعند سؤاله إذا ما كان قد تعلّم هذه التقنيات أثناء دراسته للإعلام، تساءل غاضباً عما إذا كان بعض الإعلاميين اليوم المهذبين ولديهم دماثة الأخلاق "إذا ما كانوا قد درسوا او علّموا تلاميذهم ان يقوموا بليّ الحقائق أو ان الصحافة تقوم على لعق أقفية السياسيين واللصوص".

وعن تحوّل أسلوبه إلى مدرسة في الصحافة، نفى ذلك، وقال انه لم يخترعه بل هو "موجود في مصر"، حيث يقوم الاعلام بنشر الوثائق على طريقة "الحكواتي"،  إلا أن ١٧ تشرين كانت لحظة مفصلية للقفز من موقعه كصحافي إلى موقعه كناشط ولاقى هذا الأسلوب تفاعلاً كبيراً من قبل الجمهور.

ولفت قبيسي إلى أن وحدة التحقيقات الاستقصائية تتألف من: ليال بو موسى، آدم شمس الدين، هادي الامين، وليال سعد، أما الصحافي فراس حاطوم فهو منسق النشرة في تلفزيون الجديد وليس في هذه الوحدة رغم انه صحافي استقصائي.

وشدّد على أن التحقيق الذي قدّمه فراس عن "بابور الموت" فرض نفسه مشيراً إلى أن هناك منافسة شريفة بينهما وهما صديقان على المستوى الشخصي.

في المقابل، رفض قبيسي أن يقوم بتقييم للتحقيق الاستقصائي لزميله فراس حاطوم عبر الهواء، لانه صديقه، مؤكدا انه في حال كان لديه أي شيء فسيتكلم معه بالمباشر، لافتا إلى انهما يقومان باستشارة بعضهما البعض.

وكشف أنه ليس من الأشخاص الاجتماعيين والانطباع الأولي الذي يؤخذ عنه هو انه متعجرف ومغرور، لافتا إلى عادة شرود الذهن لديه، إضافة إلى مشكلة في السمع منذ العام ٢٠٠٨ ما يجعله قد لا ينتبه لإلقاء التحية عليه.

واعلن انه تلقى عروضاً من محطات أخرى غير الجديد وأحدها وافق عليها وهي التلفزيون العربي وكان من المفترض ان يقوم بعمل صحافي على صعيد العالم و"هو حلم أي صحافي"ـ لكنه عاد إلى الجديد، معلقا بالقول "جربت أعمل غزال طلعت دب".

إلى ذلك، لا يندم قبيسي على هذا القرار، خصوصا بعد الوضع الاقتصادي الصعب الذي يمر بها البلد، مؤكداً أنه يعمل في الجديد ومع محطات أجنبية من اجل تحقيقيات استقصائية وهو مكتفٍ مادياً وهذا الامر الهام بالنسبة له.

ونفى ما يقال أن "كلمته مسموعة في الجديد" قائلاً "يا ريت" حيث أكد أنه لو كان كذلك لأصبحت وحدة التحقيقات تتألف من أكثر من ٥ صحافيين متفرّغين مشيراً إلى أنه يناقش مع رئاسة التحرير الوقت اللازم لعرض موضوع معين.

وعن تدخل المحطة في عرض موضوع معين نفي هذا الأمر بشكل قاطع. وأشار رياض إلى أنه تعرّض لهجوم بذريعة عدم نشر وثائق عائلة خياط حين عرض وثائق بنما في حين أنه في وقتها نشر هذه الوثائق وأطل رئيس مجلس الإدارة تحسين خياط للحديث عن ذلك>

وأكّد أن المعيار الأساسي بالنسبة له في العمل الصحافي هو المعيار الاخلاقي، لذا هو لا يفتري على أحد، وحين راوده الشك بأنه اخطأ بحق شخص في قضية المرفأ اعتذر فوراً، لكن "الأيام برهنت صحة كلامي".

ولم ينكر قبيسي الاختلاف بينه وبين مديرة الاخبار في تلفزيون الجديد في الآراء السياسية، مشيراً إلى أن الامر طبيعي ويحسب لها، وليس صحيحاً أنها ليس لديها سلطة عليه، مؤكداً انها مديرته ويعتبرها كشقيقته الكبرى ولم تطلب منه يوماً تقصير مدة أي تقرير من أجل ان يتناسب مع موعد النشرة.

وعن سعيه لانتقال زوجته الاعلامية جوزفين ديب إلى الجديد لم يؤكد هذا الأمر وقال أنها ابنة المحطة ولو بقيت فيها كان من الممكن أن تحقق نجومية أكبر من التي حققتها في ال otv   مشيراً إلى أن مكانها الطبيعي بمحطة تشبه الجديد متفلتة من الضوابط التي يفرضها الجيش الالكتروني على قناة otv.

وعن الهجوم على جوزفين وما إذا كان بسبب مهاجمته للتيار الوطني الحر، كونها زوجته،  ذكّر قبيسي بخروج رواد ضاهر من القناة أيضاً وحديث الاخير بوقتها عن تعرضه لضغوط، معلّقا "أنا مزوّج رواد بالسر كمان؟"

وأشار رياض إلى أن برنامج "هنا بيروت" الذي تقدمه ديب عبر الجديد، حقق للمحطة شهرة اكثر من "حوار اليوم" والدليل على ذلك "الارقام على يوتيوب".

وكان قبيسي قد تعرّف على زوجته جوزفين منذ سنوات في قناة الجديد، أثناء عملها في المحطة سابقاً،  وعن زواجهما رغم أنهما من بيئتين دينيتين مختلفتين، قال أن في هذا الموضوع "من المفترض أن يكون هناك طرف واحد في العلاقة لا يعنيه الموضوع الديني وأنا كذلك"، مضيفا أنه يشجع الزواج المختلط وليس فقط المدني.

في المقابل، يحب قبيسي أن يعرّف عن نفسه بأنه "شخص لا ديني" وليست لديه أي قناعات دينية وليس لديه أي مشكلة مع الاختلاف الديني والدليل على ذلك أن زوجته عمّدت اولادها وهو لا مشكلة لديه مع ذلك وبالنسبة له فإن القيم الإنسانية تسمو على أي شيء.

ولا تزال زوجته جوزفين حتى اليوم تطلب منه ان يخفف من حدة الهجوم الذي يقوم به خوفاً عليه وكي لا تتعرض لحملات وهجوم.

من جهة أخرى، تحدث عن تجربة الديو في الإعلام التي أجراها مع كلارا جحا قبل سنوات ومع سمر أبو خليل عام ٢٠١٦ والتي كشف فيها عن حسابات رياض سلامة في سويسرا والتي يحاكم فيها الآن، مشيراً إلى انه لم يحب التجربة ويفضل مواجهة الشخص.

ورداً على سؤال عن افتراض حصول حادثة الجمارك معه اليوم قال انه سيتصرف بنفس الطريقة ولن يقاوم أي جهة امنية ستلقي القبض عليه لأنه لا يشجع الناس على مخالفة القانون، لكن بعد ذلك "سيتحملون كرة النار".

وأكد أنه عندما يتم استدعاؤه للتحقيق اليوم، يكون هناك حذر لان قناة الجديد في ظهره، كما هناك خوف منه  كشخص، فهو لم يُبدِ خوفه من أن يتم لوي ذراع قناة الجديد لمنعها من  مساندته، مؤكداً ان تجربته معها لا توحي بذلك.

وعن برنامج رياض طوق الذي يشبه برنامجه قال أنه صديقه وعبّر عن سعادته بأن التحقيقات عن ملفات الفساد تتوسع بشكل كبير و"هذا امر جيد".

اما هجومه على الإعلامي مارسيل غانم، فقال أنه بسبب قيام الاخير بتحوير الحقائق على الرأي العام، وقال للوزير أنه قام بعمله وشدد على كلامه بأن مارسيل لم يعلّمه ذلك في الجامعة.

وأصرّ رياض على أن راغب علامة لم يدفع تكاليف الجمرك الخاصة بسيارته ووصف تبريره عن هذا الأمر بـ"السخيف".

وعن هجوم نديم قطيش عليه بتغريدة، ألمح أن الاخير يندم على ما قاله مؤكداً ان سعد الحريري ابدى موافقته على قانون الزواج المدني والشهيد رفيق الحريري هو من وضع هذا القانون في الرف.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني