ماجدة عازار
حرّكت الخروق والانتهاكات الاسرائيلية المتكررة للبنان مسؤوليه الرسميين، فقدّم وزير الخارجية والمغتربين شربل وهبه وبناء لتوجيهات رئيس الجمهورية، شكوى الى مجلس الامن الدولي والى الامين العام للمنظمة الدولية انطونيو غوتيريش ضد "الاعتداءات الإسرائيلية على السيادة اللبنانية عبر الخروقات الجوية المستمرة والخطيرة منذ بضعة أيام"، ودعت وزيرة الدفاع في حكومة تصريف الاعمال زينة عكر الأمم المتحدة إلى ضرورة التدخل لوضع حد لهذه الخروق والإنتهاكات في أسرع وقت ممكن، والطلب من الجانب الإسرائيلي الإلتزام بتطبيق القرار 1701 بمندرجاته كافة".
وأكد وهبه لـ"نداء الوطن" انها "ليست الشكوى الاولى ضد اسرائيل، لكن نتمنى ان تكون الاخيرة، وأن يتوقف العدو عن هذه العربدة والاستسهال بخرق سيادة لبنان والتصرّف وكأنّه ملعب لخروقاته، فلبنان ليس مختبراً ولا ملعباً له ليختبر قدرتنا على التحمّل والصبر او لأن يحضر للقيام بعمل عدواني ما، يجب وضع حد للاعتداءات المتكررة التي تخرق باستمرار السيادة اللبنانية والـ1701، وتبث الذعر في نفوس اللبنانيين، ونتخوف من ان تؤدي الى الاخلال بالاستقرار وبالامن في لبنان والمنطقة".
وهل من معلومات لدى الجهات الرسمية بأن هذه الاعتداءات مقدمة لعدوان ما على لبنان، أجاب وهبه: "تحليق الطيران الحربي للعدو وخرقه الاجواء اللبنانية هو بحدّ ذاته اعتداء واضح وفاضح ولو من دون الذهاب الى اعتداء عسكري مباشر، فمجلس الامن يجب ان يأخذ العلم ويوثّق رسمياً الشكوى اللبنانية، وعليه ان يردع اسرائيل عن اعتداءاتها ويأخذ قراراً بذلك، فلبنان جاهز لكل الاحتمالات، لكن لا نستطيع الا ان نوثّق في مجلس الأمن كل ما يحصل. ونتمنى ان تقوم القوات الدولية العاملة في الجنوب بدورها في هذا المجال، اذ لا يكفي ان تكون كالشاهد الذي لم يرَ شيئاً وتعتبر ان كل ما لا يمر فوق رأسها كأنه لم يحصل، يجب ان توثّق الاعتداءات وتبلغ الامم المتحدة بذلك، واؤكد لكم ان لبنان متمسك بسيادته ولن يفرط بها".
أضاف: "لا معلومات دقيقة عن امكانية حصول عدوان على لبنان، لكن كل ما تقوم به اسرائيل يجعلنا نتخوف من شيء ما، وهذا التخوف يجب ان نبقى متنبهين اليه ولا ننتظر شيئاً اسمه عمل صالح وايجابي منها فالاعمال التي ترتكبها سلبية وتضر بلبنان. وهذا ما يجب ان نتوقعه ونضعه نصب اعيننا".
وأكد ان عون طلب تقديم الشكوى "ليس لأن الخرق حصل اليوم لكن عندما تتكررالخروقات باستمرار وتثير البلبلة والرعب في نفوس المواطنين، فمن حقنا ان نطلب من مجلس الأمن وضع الحدّ لها".
سيقال غداً ان وزارة الخارجية تحركت بناء على طلب من "حزب الله" ضد اسرائيل، علماً انكم لم تتحركوا عند نصب تمثال لقاسم سليماني في الضاحية، فلماذا غبتم عن التحرك بالموضوع الايراني وحضرتم في الموضوع الاسرئيلي؟ أجاب وهبه: "لا يجوز اطلاقاً مقارنة هذه بتلك، فالعدو الاسرائيلي بطيرانه فوق الاجواء اللبنانية مختلف كلياً عن اقامة تمثال وضعته بلدية في نطاق صلاحياتها البلدية وفي منطقتها، والتمثال لا يشكل خطراً مثل الاعتداء الاسرائيلي على سيادة لبنان، هذا التمثال يُسأل عنه رئيس البلدية واعضاؤها. مقارنة تمثال مع اعتداء اسرائيلي لا تجوز، فهناك شوارع باسم غورو وويغان واللمبي وهؤلاء ضباط منذ عهد الانتداب الفرنسي على لبنان، وهناك ساحات وتماثيل موجودة لغير لبنانيين في بلدات لبنانية عدة ولا يعتبر ذلك انتهاكاً لسيادة لبنان او ينتقص منها".
لكن الا يستجرّ ذلك عقوبات اميركية على لبنان؟ أجاب وهبه: "قد يعاقب لبنان اذا خالف قرارات مجلس الامن وليس لانه سار في سياسة مناهضة لرغبات دولة ما، ونحن لم نقتنع ولم نصل الى هذه السياسة بعد، فليس مطلوباً ان نكون دولة عدوة لايران كما أنه ليس مطلوباً ان نكون خاضعين لسيادة ايرانية ولا ان نكون اعداء لها المطلوب ان نحافظ على انفسنا، العدو الاسرائيلي هو من يخرق السيادة اللبنانية، في المواقف السياسية داخل لبنان يحق لكل طرف ان يعبّر عن رأيه، لكن امام اعتداء اسرائيلي او خرق للاجواء، لبنان كله يجب ان يتضامن ضدّه".