"أيضاً اذا سرت في وادي ظلّ الموت لا أخاف شرّاً لأنك أنت معي"، هذا كان منشوره الأخير على فيسبوك الذي أرفقه بصوره المسيح المـالم، في 25 تشرين الأول الفائت، خلال صراعه مع الألم من الفيروس التاجي الفتاك.
شربل حداد، دكتور واستاذ جامعي، هو ذلك الشخص المحبوب من الجميع، عشقه كل من عرفه، هو ذلك الشاب الخلوق والطموح الذي لم يفرق يوما بين دين أو طائفة أو حزب...
"29 سنة بتخلينا نضحك كل يوم. صار وقت تبكينا..."، كلمات تحرق القلب كتبها أصدقاء وزملاء وطلاب حداد في صفحته الخاصة عبر موقع فيسبوك ليرثوه ويعبروا عن ألم فقدانه.
قصة شربل ملهمة ومحزنة في آن، فبعد أن صارع فيروس كورونا بكل قوته وبدأ بالتماثل للشفاء، عانى فجأة من فشل في الكلى والكبد تسبب بموته وانسلاخه عن أحبائه.
"حبيبي يا خيي ويا رفيقي ويا أهلي ما بعرف كيف رح كفي من دونك يا رفيق الايام فخور فيك يا حبيبي وبحبك للأبد"، كلمات مؤلمة ودع من خلالها ناجي شقيقه الحبيب.
أما زوجته غرايس فكتبت: " و ما اصعب الفراق يا شربل..."، اكتفت بمجموعة كلمات بسيطة حملت في طياتها آلام العالم بأسره على فراق شريك العمر.
طلاب وأساتذة وأصدقاء... الألم اجتاح قلوب الجميع، وكيف لا وهو شربل الذي كان صورة تشبه لبنان الذي نبحث عنه يوميا، انسان طيب وخلوق وحنون ومثقف...
"نيال السما فيك"، عبارة توحد حولها الجميع... هم الذين صلوا حتى ترتاح روح شربل بين أحضان الله... حيث لا يبقى الا القول "المسيح قام".