أفلام Netflix وهوليوود.. تسويق للمثلية والجنس والـ sex toys..؟
أفلام Netflix وهوليوود.. تسويق للمثلية والجنس والـ sex toys..؟

خاص - Wednesday, November 18, 2020 7:16:00 PM

باولا عطية 

تمتلك صناعة الأفلام السينمائية قدرة ضخمة على التأثير في سلوك وأفكار ومعتقدات الأفراد، وفي صناعة الرأي العام. وقد تم استخدام الأفلام لأكثر من قرن (125 سنة) للترويج لأفكار تخدم أهدافا سياسية واقتصادية ودينية وايديولوجية معينة. 

ومن أول من استخدم الأفلام بطريقة فعالة لخدمة أهداف سياسية كان جوزيف غوبلز مستشار أدولف هيتلر الإعلامي عام 1945، حيث أغرقت النازية الجماهير بأفلام وشعارات تستهدف مباشرة غرائز وعواطف الناس لحثهم على المشاركة في الحرب. 

ومع حرب الفيتنام عام 1955 وبعد اجتياح الولايات المتحدة الأميركية العراق عام 2003، ركزت صناعة الأفلام في هوليوود على اظهار الضباط والجنود الأميركيين الذين سقطوا في العراق، وفيتنام وأفغانستان عام 2001 كأبطال وشهداء، لا بل تم تاليه هؤلاء في محاولة لتخدير الرأي العام الأميركي الذي كان ضد تدخل الحكومة الأميركية آنذاك في سياسات الدول الخارجية وافتعال الحروب. 

ومن أشهر هذه الأفلام نذكر "رامبو"، "the lucky one"، "first blood"، "home of the brave"، و" American sniper"  ...

اما في زمننا المعاصر، اخذ توجه الأفلام منحى آخر ارتكز على معالجة مشاكل ومواضيع اجتماعية كالعرق، والمثلية الجنسية، والمتحولين جنسيا، والأمهات العازبات، والجنس، وآخر الصرعات الـsex toys ! 

 

الأسلحة الثلاث الأقوى في العالم: داتا المعلومات، المال، الاعلام 

ويقول الدكتور في علم القيادة المؤسساتية ومدرس مادة الاعلام والتسويق في جامعة "state "university of new York فادي حلونجي في حديث لموقع "VDL news" أنّ "ما يحكم العالم اليوم هو المال، الاعلام، وداتا المعلومات، فالمال يستخدم لتنفيذ المشاريع الكبرى وتامين استمراريتها(فالرئيس الأميركي السابق باراك اوباما استخدم ما يقارب الـ780 مليون دولار في حملته الانتخابية التسويقية لإظهار صورة الرئيس الأسود الأول القائد الموحد)، والاعلام يهدف الى التأثير في الراي العام والتلاعب او السيطرة على أفكار المشاهدين ودغدغة مشاعرهم، وهكذا ساهم الاعلام في اسقاط الرئيس الأميركي دونالد ترامب، حيث شنت الوسائل الإعلامية حربا كبيرة عليه بعد ان اتهمها بنشر اخبار كاذبة(fake news) ، أما داتا المعلومات فهي المحرك الرئيسي لجميع الإعلانات حول العالم، كما انها قد تستخدم لضرب سمعة شخص ما، كما حصل مع بيل كلينتون وعشيقته مونيكا لوينسكي".

 

وقوة الأفلام انها تجمع هذه الأسلحة الثلاث المال (نسبة الإيرادات التي يحققها الفيلم)، الداتا (المعلومات التي يبثها الفيلم للمشاهد) والاعلام (فالأفلام هي وسيلة من وسائل الاعلام). ولطالما استخدمت الأفلام كوسيلة للتسويق لبعض الأيديولوجيات او الرسائل السياسية والأفكار، فبعد حرب الفيتنام معظم الافلام الاميركية ارتكزت على اظهار بطولات الأميركيين في هذه الحروب لتغطية الخسارة الكبيرة المادية والمعنوية للأميركيين فيها ولإظهار صورة الجيش الأميركي البطل  الذي لا يخرق، أما بعد ظهور الحركات الاجتماعية والنسوية والمثلية بقوة في اميركا، كحركة #metoo  عام 2006 المناهضة للتحرش الجنسي، وحركة  gay prideعام 1996  لحقوق المثليين والمتحولين جنسيا و حركة  black lives matter  عام  2013 لمناهضة التمييز العرقي في اميركا بين "السود والبيض"، بدأت شركات الإنتاج الأميركية من نيتفليكس وهولييود وهولو تعنى بإنتاج أفلام تتناول قضايا المثلية الجنسية والامهات العازبات والزواج المختلط بين السود والبيض، حتى انه يصعب إيجاد فيلم لا يحتوي على مشاهد جنسية في تسويق للجنس قبل الزواج، او لا يحتوي على شخصية مثلية، هذا وأصبح المشاهد يرفض أي فيلم لا يتناول هذه القضايا! ويتهم شركات الإنتاج بتهميش هؤلاء الأشخاص، فخلال 40 سنة استخدمت الميديا والداتا لنشر هذه الأفكار ما جعل اغلبية الولايات الأميركية تقر قوانين لمصلحة المثليين والامهات العازبات ... 

 

انه صراع الحضارات.. نحن امام نظام عالمي جديد يهيمن على المجتمعات 

يشير د. حلونجي إلى أن " الأفلام لعبت دورا جوهريا في تغيير وجه المجتمع، فاليوم أكثر من 65% من المواطنين الاميركيين يتقبلون زواج المثليين مقابل 20% فقط في الثمانيات، فهي مقاربة او توجه عالمي في خط معين وهو الخط الليبرالي، المدعوم طبعا من الدولة العميقة  "the deep state" و المجتمعات السرية "the underground society" المؤلفة من كبار رجال الاعمال والرأسماليين وأصحاب النفوذ والسلطة واللوبي أي جماعات الضغط المتحكمين في زمام الأمور".

 ويضيف "أصبح هناك نظام عالمي جديد وهو نظام العولمة الذي انطلق بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، تستخدمه الدول الكبيرة لنشر وهيمنة ثقافتها على ثقافات شعوب العالم، انه صراع الحضارات! ولا تستطيع الدول محاربته او مقاومته". 

وفي دراسة نظرية للواقع اللبناني، يقول حلونجي: "نلاحظ أنّ الحضارة اللبنانية تأثرت تأثرا نوعيا في الأفكار الاوروبية والأميركية، ان على المستوى الثقافي او الحياتي أو الفكري.

فمن ناحية اللبس أصبحنا نرتدي الجينز والملابس ذو الماركات الأميركية، وفي طريقة كلامنا (دمج اللغة الفرنسية والإنكليزية مع لغتنا الأم) أو حتى طريقة حياتنا والاطعمة التي نتناولها( fast food  من ماكدونالدز وبرغر كينغ، احتساء القهوة من ستاربوكس) وهنا يظهر تأثير الشركات المتعددة الجنسيات على ثقافتنا وأسلوب حياتنا، بالإضافة الى  الأفكار التي بدانا نؤمن بها (الجنس قبل الزواج حيث أظهرت إحدى الدراسات التي أجريت على 2000 مشارك، أن المراهقين الذين يتعرضون لمشاهد الجنس في التلفزيون هم أكثر عرضة للانخراط في ممارسات جنسية قبل الزواج بالإضافة الى إشكالية الأمهات العازبات، المثلية الجنسية وحقوق المثليين...). ما أدى الى بدء تبدل بعض الأوجه من حضارتنا نتيجة العولمة وهو طبعا أمر مخطط له". 

ويتابع "فاليوم لم نعد بحاجة الى الحروب والعتاد العسكري لاجتياح العالم فبعد احتلال اميركا لأفغانستان تم رسم كاريكاتور يظهر الافغانيين على الجمال والاحصنة يحاربون أما الاميركيين فبأعلام ماكدونالدز!". 

هذا ولعبت التكنولوجيا دورا أساسيا في نشر الفكر والثقافة الأميركية، حتى كورونا هي ليست وليدة الصدفة بل هي حرب بيولوجية/جينية ستؤدي الى ولادة نظام عالمي جديد".

 

في الختام، لا شك في القوة التي تملكها الأفلام على التأثير في قناعاتنا وافكارنا وأسلوب حياتنا، ما يجعلها سلاحا ذو حدين. وفي عالم أصبح فيه الخطأ والصح أمرا نسبيا، سيكون أصعب على الافراد ولا سيما على المراهقين الذين تستهدفهم معظم أفلام Netflix   وهوليوود وتستهدف حياتهم الجنسية وتوجهاتهم sex education، American pie،aj and the queen ) وغربلة هذه الأفكار ومعرفة ما عليهم تبنيه وما عليهم رفضه، حيث أصبحت معظم الأفلام تتضمن شخصيات مثلية او تروج للـsex toys   حتى مسلسلات الاثارة والأكشن الأكثر رواجا (la casa de papel)  خصوصا في مجتمعات تعاني من صراع هوية كمجتمعنا اللبناني، المقسوم بين اليمين المسيحي والإسلامي المتطرف وبين الفكر الليبرالي المتطرف...

 وما بين بين، انقسام يتعدّى السياسة وصولا الى الثقافة وطريقة العيش.

 

 

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني