بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضدّ الأطفال وعقب الأزمات المتتالية التي عصفت بلبنان من اقتصادية إلى صحيّة وصولاً إلى كارثة انفجار بيروت، التي كان لها تداعيات نفسية واجتماعية شديدة على الأهل والأطفال معاً؛ أطلقت جمعية "حماية"، بالشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، وبتمويل من الحكومة الدنماركية، حملة توعية تحث فيها كل مواطن، انطلاقاً من مسؤوليّته المجتمعيّة، على ضرورة تبليغ السلطات أو إعلام الجمعيات المعنية عن حالات العنف ضدّ الأطفال في المجتمع.
وتشجّع الحملة على ضرورة كسر حاجز الخوف والإعلام عن حالات العنف على الخط الساّخن الخاص بجمعية حماية؛ سيتمّ الترويج للحملة على مواقع التواصل الاجتماعي، والقنوات التلفزيونية المحلية.
يشهد لبنان اليوم تزايداً في حالات العنف ضدّ الأطفال، ومن مسؤوليتنا كأفراد، كلّ من موقعه، أن نكون "قدوة" ومثالاً يحتذى به في المبادرة إلى التبليغ عن تلك الحالات.
تعليقاً على أهمية هذه الحملة والدّور الفعّال للتبليغ عن حالات العنف ضدّ الاطفال، تحدّثت المديرة التنفيذية لجمعية "حماية"، لما يزبك قائلة: "إنّ الوضع السّائد في لبنان جعل التركيز ينصبّ على تأمين الغذاء، الطّبابة والتّعليم،... وهنا يكمن قلقنا كجمعيّة، من ترتيب سُلّم الأولويّات في مجتمعنا بحيث تصبح حماية الطّفل في آخر التّرتيب. لكن، مهلاً، على الجميع أن يدرك أنّ سلامة الطّفل توازي بأهميتها الطّبابة والتعليم والغذاء. حماية الطّفل عنصر أساسي لضمان نموّه السّليم لحين بلوغه سنّ الرّشد. بالرّغم من كلّ الظروف التي نمر بها، ستبقى حماية الطفل دائما أولويّة وممكنة، شرط كسر حاجز الصّمت والتبليغ"
من جهتها تحدثت السيّدة يوكي موكو ممثلة اليونيسف في لبنان قائلة :" إيقاف العنف ضد الأطفال، مسؤولية جماعية." وأضافت: " يلعب المجتمع دوراً رئيسياً في الحد من العنف ضد الأطفال. يشمل هذا الدور العمل على تغيير المعتقدات باتباع سلوكيات جديدة للانضباط الإيجابي كإعلام المجتمع المدني بالتدخل في حالات العنف أو تبليغ القضاء."
تتضمن الحملة حلقات أسبوعية تبُث مباشرة على مواقع التواصل الاجتماعي عند الساعة السابعة مساءً، تنطلق الأولى في ١٨ الجاري، يحاور خلالها إعلاميون اختصاصيين من الجمعية. ستُطرح في كل حلقة مواضيع مختلفة بمشاركة ناشطين مؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي لزيادة التّفاعل، وسيتم الإجابة على الأسئلة المطروحة مباشرة من المشاهدين والمتابعين. إنّ تسليط الضّوء على العنف المُمارس ضدّ الأطفال، بكافّة أنواعه، يسهِم في إبراز حجم المسؤوليّة الملقاة على عاتق كلّ فرد في التبليغ عنها، وفي عدم تجاهل حالات العنف التي يصادفها في محيطه.
ستستكمل الحملة بخطوة إضافية تعكس التزام المواطنين، كأفراد مسؤولين داخل المجتمع من خلال ملصق
"تعهد" يضعه المؤثرون في مواقع التواصل الاجتماعي على صفحاتهم يتعهدون بواسطته الدفاع عن حقوق الأطفال وحمايتهم من العنف ويحثون بالتّالي الآخرين للقيام بالمِثل فيكونوا بدورهم "قدوة" داخل مجتمعاتهم.