تناول "مجلس الشباب" في جلسته هذا الاسبوع عبر "صوت كل لبنان" يوميات الشباب العربي المقيم في لبنان، فأدار الزميل محمد العريبي نقاشًا بين منال مكيّة ومحمد الخلايلي وسامر عبد العزيز.
مكيّة وهي فلسطينية وُلدت في لبنان اعتبرت انّ حقوق الفلسطينيين هي حقوق إنسانية نصّ عليها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لتأمين حياة كريمة للإنسان، وينبغي منحها للّاجئين الفلسطينيين في لبنان. وقالت ان فلسطينيّي لبنان محرومون من هذه الحقوق منذ عام ١٩٤٨ بسبب المنظومة الفاسدة التي تتشعب في ادارات الدولة اللبنانية والجهات المانحة للّاجئين. وبسبب هذا الحرمان، يُمنع الفلسطيني اليوم من مزاولة اكثر من ٧٣ مهنة في لبنان مما يؤدي الى ارتفاع نسب الفقر والبطالة في المجتمع الفلسطيني. وأكدت مكيّة انّ الأزمة الاقتصادية انعكست سوءاً على أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان. وبسبب تقليص الاونروا لخدماتها، وهي خدمات ضعيفة اصلا، أصبح الوضع المعيشي للاجئين الفلسطينيين في لبنان أكثر سوءاً. ورأت مكيّة انّ الحل يكمن في تحسين برنامج الإغاثة ليشمل أعدادًا كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين بعد ارتفاع نسبة الفقر والبطالة بينهم. ودعت الدولة اللبنانية الى تعديل كافة القوانين والقرارات التي تنتهك بمضمونها حقوق الإنسان الفلسطيني وذلك التزاماً بأحكام الشرعة الدولية لحقوق الإنسان، والى ضرورة التوقف عن اعتبار اللاجئ الفلسطيني أجنبيًّا يتوجب عليه الحصول على إجازة العمل، وإمّا فتح الحدود اللبنانية الفلسطينية كحلٍّ أخير لعودة الفلسطينيين الى وطنهم، وهو الهدف الذي تسعى له.
ّالخلايلي، الشاب الفلسطيني أيضًا، إعتبر ان التمييز ضروري بين اللاجئين الفلسطينيين المهجّرين قسراً من أرضهم وبين غير اللبنانيين الآخرين الذين قَدِموا باختيارهم الى بيروت ويستطيعون العودة إلى بلادهم. وفي ما يتعلق بالإختصاص الجامعي، فالشباب مثله يختارون الاختصاص الذي يمكّنهم بعد إنهاء دراسته من العمل في لبنان، انطلاقًا من القطاعات المسموح للفلسطيني العمل فيه، ملاحِظًا انه رغم ذلك ثمّة تضييق إضافي في العمل يعاني منه الفلسطيني حتى في المجالات المتاحة له. أضاف الخلايلي انّ غياب الحقوق الكافية للعيش بكرامة، جعلته يفكر باللجوء الى دولة أخرى، مؤكدًا ضرورة إعطاء الجنسية للاجئين المولودين من أم لبنانية أو على الأقل المساواة بين اللاجئين وأبناء البلد. وقال ان عدم قدرة الفلسطيني على تحصيل ملكيته الخاصة (شراء بيت) يضطره الى الإلتفاف على القوانين لتحقيق ذلك. اجتماعيًا تحدث الخلايلي عن تعرّضه للتنمر، وهو ما يعاني منه الفلسطيني في بعض الدوائر الحكومية او عند تعامله مع بعض أبناء البلد والأصدقاء أحيانًا، مقترحًا كحلّ منح الحقوق المدنية من دون توطين مما يساهم في دمج الشباب الفلسطيني في لبنان والإستفادة من طاقاتهم، وإلاّ تسهيل طرق الهجرة لهم.
عبدالعزيز قال من جهته في مداخلته الهاتفية، انّ بالنسبة إليه كمصريّ، لا يمكنه اختيار اختصاص جامعي في لبنان الا اذا كان يتلائم مع سوق العمل المتاح للأجانب. ورأى ان اكثر ما يمكن التعرّض له هو التمييز الحاصل في التعامل داخل الدوائر الرسمية. كما ان الاستحصال على قروض مصرفي أمر صعب جداً في لبنان للأجانب. عبد العزيز عبّر عن أسفه لخسارته العديد من فرص العمل في لبنان بسبب جنسيته رغم ان والدته من أصول لبنانية، متمنّيًا لو يحظى بفرصة عمل في احدى الدول الغربية.
اشارة الى انه يمكن متابعة برنامج "مجلس الشباب" كل ثلاثاء الثالثة بعد الظهر عبر اذاعة صوت كل لبنان، وهو من مجموعة برامج مشروع "شباب لايف" الذي أطلقته DW Akademie بالتعاون مع جمعية الجنى في لبنان وبتمويل من الاتحاد الأوروبي ودعم من الخارجية الألمانية.
للاستماع الى حلقة هذا الأسبوع اضغط هنا