كشف مصدر واسع الاطلاع ان تعثر الملف الحكومي جاء نتاج أخطاء في إدارته من جانب الرئيس المكلف سعد الحريري.
ولفت المصدر الى أن عقدتين أربكتا المشهد الحكومي:
-الأولى تتعلق بحصة تيار المردة. إذ تكشّف أن الحريري وعد النائب السابق سليمان فرنجية بوزارة سيادية وأخرى خدماتية مقابل تخليه عن وزارة الأشغال، الامر الذي يستحيل تحقيقه، لأنه يتعارض مع ما توافق عليه الحريري مع رئيس الجمهورية، كما أنه لا ينسجم مع التوازنات النيابية على المستوى المسيحي، وخصوصا أن تمثيل تيار المردة لا يتعدى خُمس تمثيل تكتل لبنان القوي في مجلس النواب.
-والثانية ترتبط بالتمثيل الدرزي، فمن جهة، يستمر البحث في صيغة تُخرج هذا التمثيل من الأحادية تحقيقا للميثاقية ومنعا لتفرّد جهة بقرار الطائفة، ومن جهة أخرى فشل الحريري في تحقيق وعده للحزب التقدمي الاشتراكي بمنحه وزارة الصحة، بعدما تبيّن أن الحريري لم يثر الموضوع مع حزب الله قبل الاتفاق عليه مع النائب السابق وليد جنبلاط، ومن ثم فشل الرئيس المكلف في اقتراح وزارة بديل للصحة للحزب.
ورأى المصدر أن التضليل السياسي والاعلامي الذي يتولاه قريبون من الحريري إنما يهدف بشكل أساس الى التغطية على فشله في إدارة ملفّه. وكشف عن نصائح ديبلوماسية تلقاها فريق الحريري ليل امس للعمل على اصلاح الضرر الذي خلفه هذا الفشل، بدل رمي التهمة على الآخرين بغية الهروب والتنصل من كم الاخطاء المرتكبة حتى الآن، ولا يكون ذلك إلا من خلال وضع مقاربة جديدة لاستلحاق أي تأخير إضافي قد يستجد من شأنه أن يؤدي الى انحسار دراماتيكي في مساحة التفاؤل التي شيعها الحريري في الايام الاخيرة، ويرحّل الحكومة الى ما بعد الانتخابات الأميركية، خلافا لرغبته ولمصلحته السياسية والشخصية.