تشهد المنطقة تطورات متسارعة على الصعيدين العسكري والسياسي، خصوصًا في ظل استمرار التصعيد بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية، وتصاعد التوترات على الحدود اللبنانية. ومع اقتراب عيد الفطر، تثار العديد من التساؤلات حول مستقبل الهدنة، وإمكانية انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان، فضلًا عن دور الأطراف الإقليمية والدولية في توجيه مسار الأحداث.
وفي ظل هذه المعطيات، يبرز التساؤل حول مدى تأثير الضغط الدولي على قرارات إسرائيل، وإمكانية تدخل حزب الله في حال استمر التصعيد. كما أن الجدل حول المحاولات المحتملة لإعادة توطين سكان غزة في الدول المجاورة يطرح تساؤلات حول الضغوط التي قد تمارسها الإدارة الأميركية على مصر والأردن لتحقيق هذا الهدف.
الرد لم يأت بعد
وفي حديث لـVdlnews، أكد العميد المتقاعد والخبير العسكري هشام جابر أن "الجيش الإسرائيلي لن ينسحب من كامل الأراضي اللبنانية في الجنوب، وسيبقي على خمسة أو سبع نقاط".
وأضاف: "هذه النقاط لم تقرر بعد، ولكن هناك خمسة مؤكدة منها، وهي تلال الحمامص، العويضة، تل البلاط، اللبونة، والمناطق المرتفعة منها مثل العديسة وربما كفركلا، مشيرًا إلى أن "هذه المناطق، باستثناء كفركلا، لا يوجد فيها سكان وسيبقى بها الجيش الإسرائيلي".
اما فيما خص تمديد الهدنة لفت جابر إلى أن "إسرائيل طلبت من اميركا بتمديد الهدنة إلى ما بعد عيد الفطر ولكن حتى اليوم لم توافق اميركا على هذا الطلب وحتماً لبنان لم يوافق فلننتظر الرد الأميركي، وإذا كانت أميركا ستمارس الضغط على لبنان لقبول التمديد.
الحزب يتحضر
وكشف جابر أن "المعلومات تقول إن حزب الله يتحضر للمقاومة المحلية في جنوب الليطاني بواسطة أبناء القرى وبأسلحة خفيفة، وهذه حرب عصابات بالكمائن والإغارات".
وأكمل: "حزب الله لن يطلق الصواريخ ولا الطائرات المسيرة على شمال فلسطين، وبرأيي أن هذه المقاومة يجب أن تتبناها الدولة اللبنانية، وهي مشروعة لإجبار الجيش الإسرائيلي على الانسحاب، على غرار ما كان يحدث عام 2000 عند التحرير".
واستطرد: "يجب على الحكومة اللبنانية أن تمارس ضغطًا دبلوماسيًا كبيرًا لانسحاب الجيش الإسرائيلي، لكي لا تتدحرج كرة الثلج، لأن كل شيء متوقف على الرد الإسرائيلي على المقاومة في حال أقدمت على عملية عسكرية".
وقال: "الخطورة تكمن في مكان الرد الإسرائيلي، هل سيكون جنوب الليطاني أم شماله؟ وهنا حتمًا سيرد حزب الله، مما يثير المخاوف من اندلاع الحرب من جديد".
معركة دبلوماسية
وأشار جابر إلى أنه "من المفترض، مع الحكومة الجديدة والدعم الدولي، أن يُمارَس الضغط على إسرائيل لكي تنسحب. وبما أن إسرائيل ستعيد سكان الشمال، فمن مصلحتها أن يسود الهدوء وألا يُثار التوتر، لتجنب نزوح سكان الشمال مرة أخرى".
وتابع: "إذا شُنَّت معركة دبلوماسية مركزة من قبل الدولة اللبنانية، إلى جانب وجود عسكري أو مقاومة عسكرية داخلية، فستنسحب إسرائيل من الأراضي اللبنانية".
الملك الأردني في خطر؟
أما فيما يخص الضغوط التي يمارسها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإرسال سكان غزة إلى كل من مصر والأردن، فقد رأى جابر أن "هذه الضغوط اقتصادية ودبلوماسية، إذ تستفيد مصر سنويًا من مساعدات أميركية تتراوح بين 600 و700 مليون دولار، بينما تتلقى الأردن مساعدات تتراوح بين 400 و500 مليون دولار، وهذه هي الضغوط الأميركية".
وختم: "هناك أيضًا ضغوط سياسية، حيث يحاول الضغط على الأردن ومصر لتفريغ غزة من سكانها. فهل يا ترى ستنجح هذه الضغوط؟ أعتقد أن مصر لن تقبل بذلك على الإطلاق، فقد عُرض عليها أكثر من مئة مليار دولار مقابل الموافقة على هذا الاقتراح، لكنها رفضت لأنه يؤثر على وضعها الداخلي. وكذلك الأمر بالنسبة للأردن، فإذا قبل الملك الأردني عبدالله الثاني، فسيُعرِّض نفسه للخطر، وإن قبل بسكان غزة، فسيكون عليه القبول بسكان الضفة الغربية أيضًا، وهذا أمر في غاية الخطورة".