أنطوان غطاس صعب
تستمرّ المعاناة في تأليف الحكومة، مع العقد والخلافات والتباينات التي تعيق التشكيل، ما بدأ يتطلّب عملاً مُضاعفاً بعد موجة التفاؤل الكبيرة من خلال وصول العماد جوزاف عون إلى قصر بعبدا، وتكليف القاضي نواف سلام لتشكيل حكومة العهد الأولى، والأمر الذي استدعى زيارة الموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان، وكذلك زيارة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، وثمة معلومات وثيقة أن الزيارتين تأتيان كل على حدة.
وبمعنى آخر، زيارة الموفد السعودي واضحة المعالم والأهداف ألا وهي تخفيف وطأة الخلافات والتباينات وإزالة الألغام، لاسيما أن للسعودية دور كبير في هذه المرحلة على الساحة اللبنانية، ما ظهر جلياً عبر دورها الأساسي في انتخاب العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية، وحينها جاء الموفد السعودي لمرتين متتاليتين، وما بينهما زيارة وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان الذي أكد على دعم لبنان بعد تأليف الحكومة، من هنا فالسعودية مستاءة من العقبات التي تعيق التشكيل، وعلى هذه الخلفية جاءت زيارة الأمير يزيد بن فرحان الذي يعتبر من الذين لا يحبذون الإعلام، بل يأتي لحلحلة العقد بعيداً عن الأضواء، ويلتقي والمعنيين ويعرف أين لبّ المشكلة.
وعليه يمكن القول أنه في حال نجاحه، وهذه أمر أمر شبه مؤكد، في إزالة الإلتباسات التي تعيق التأليف، فالأمور قد تنفرج بداية الأسبوع المقبل أو منتصفه على أبعد تقدير، وخصوصاً أن هناك أكثر من مساعي جارية على قدم وساق حول هذه المسألة، في حين زيارة وزير الخارجية المصري إنما هي لتأكيد القاهرة عدد دعمها للعهد وللرئيس المكلف، والدعوة من أجل الإسراع في تأليف الحكومة.
وتقول مصادر مطلعة أنه ثمة رغبة بأن يلتقي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي برئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، حيث تربطهما صداقة متينة منذ أن كان عون قائداً للجيش، حيث كان لمصر دور داعم عبر تقديمات قدمتها للمؤسسة العسكرية، لذا الزيارة هي أولاً للتأكيد على دعم مصر، ومن ثم إدانة الاعتداءات الإسرائيلية، والدعوة لتطبيق القرار 1701 في ظل المشاريع التوسعية للعدو الإسرائيلي، حول ما يجري في سوريا وفي غزة وعودة التوتر على الساحة اللبنانية، وخصوصاً في الجنوب، ما يعني أن هذه الزيارة لها أكثر من هدف وعنوان لما لمصر من دور كبير عربياً وإفريقياً ودولياً.
لذلك لبنان ليس متروكاً في هذه المرحلة على مستوى التأليف والدعم وعلى المستويات كافةً، وفي حال تمّ تأليف الحكومة فرئيس الجمهورية سيتوجه إلى المملكة العربية السعودية وستكون له سلسلة جولات، وصولاً لتتويج ذلك بمؤتمر للدول المانحة لدعم لبنان، وتحديداً إعادة الإعمار على ضوء ما خلّفه العدوان الإسرائيلي في الآونة الأخيرة من دمار وخراب.
|
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp)
اضغط هنا