تعقيدات على الجبهة المسيحية والكلمة الاخيرة لسلام.. هامش التعطيل يضيق والإعلان عن الحكومة في أي لحظة!
تعقيدات على الجبهة المسيحية والكلمة الاخيرة لسلام.. هامش التعطيل يضيق والإعلان عن الحكومة في أي لحظة!

خاص - Thursday, January 30, 2025 11:04:00 AM

 

لا تزال عملية تشكيل الحكومة اللبنانية متعثرة حتى الساعة، في مشهد يتكرر مع كل العهود المتعاقبة، حيث تعيق المطالب المتشابكة ولادة التشكيلة الوزارية. وفي هذا السياق، برزت مجدداً عقدة حقيبة المالية، التي تعرف بـ"العقدة الشيعية".

في هذا الإطار، قال الصحافي والمحلل السياسي وجدي العريضي: "تتضارب المعلومات حول حسم توزير الوزير والنائب السابق ياسين جابر، الذي يُقال إن رئيس مجلس النواب نبيه بري مصرّ على تسميته. ويذهب البعض إلى الحديث عن "موافقة ضمنية" أميركية على توزيره، نظراً لعلاقاته الجيدة مع واشنطن ولندن، إلا أن الأمور تبدو أكثر تعقيداً، في ظل تمسك مختلف الأطراف بمطالبها".

اما من ناحية عقد أخرى، فأشار العريضي إلى أن "النائب وليد البعريني، من كتلة الاعتدال، لعب دوراً محورياً في حل بعض التعقيدات، ولا سيما في ما يتعلق بتمثيل عكار والضنية، وهو ما اعتُبر خطوة أساسية في إطار التوازنات الوطنية، ومع ذلك، لا تزال هناك تعقيدات على الجبهة المسيحية، خصوصاً بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية".

ولفت في حديث لموقع vdlnews إلى أنه "رغم كل العقد التي تواجه تشكيل الحكومة، فإن هامش التعطيل بات يضيق، وسط ضغوط داخلية وخارجية متزايدة، ما يعني أن الإعلان عن الحكومة قد يحصل في أي لحظة".

وأكد العريضي أن "كلام رئيس الحكومة المكلف نواف سلام، بعد لقائه رئيس الجمهورية جوزاف عون، كان واضحًا في أنه لا يمكن لأحد أن يقرر عنه، وهو متفاهم مع رئيس الجمهورية على هذه النقطة".

وأضاف العريضي أن "ما يُشاع في الإعلام لا يعكس الحقيقة"، معتبرًا أن "ذلك مجرد تكهنات واستنتاجات، إذ أن القرار النهائي يعود للرئيس المكلف الذي يضع تشكيلته وفق رؤيته ومعاييره المتفق عليها مع رئيس الجمهورية".

وأشار العريضي إلى أن "هناك من يرى أن الأجواء ليست كما يُشاع، وأن الرئيس المكلف نواف سلام سيمنح الثنائي الشيعي وزارة المال، لكنه في حال توفر تسهيلات دولية، فقد تُسند الحقيبة إلى الطائفة الشيعية، على أن يتم اعتماد مبدأ المداورة في الحكومات المقبلة، وهو ما طرحه رئيس الجمهورية في خطاب القسم لحل هذه المعضلة".

وشدد على انه "من غير الممكن عرقلة مسيرة العهد أو الرئيس المكلف منذ البداية، و مصير وزارة المال لا يزال ضبابيًا، رغم ما يُنقل عن رئيس مجلس النواب من أن الأمر قد حُسم باتفاق مع رئيس الحكومة على منح الحقيبة للثنائي الشيعي، وتحديدًا للنائب والوزير السابق ياسين جابر، ولكن من الممكن حدوث مفاجآت لان الكلمة الأولى والأخيرة تبقى للرئيس المكلف".

اما فيما يتعلق بالعلاقة بين رئيس الحكومة المكلف نواف سلام والقوات اللبنانية، فأكد العريضي أن لا خلاف على الأسماء التي اقترحها رئيس حزب القوات سمير جعجع ومن الطبيعي أن يقدّم كل طرف عدداً من الأسماء، ولكن في النهاية الأمر يعود إلى الرئيس المكلف الذي يتعين عليه دراسة هذه الأسماء بعناية".

وتابع: "الأسماء التي طرحتها القوات هي من أهل الاختصاص، ولا يوجد أي لبس بشأنها".

وأردف العريضي: "أما بالنسبة للمرحلة التالية، فالمشكلة الحقيقية تكمن في توزيع الحقائب الوزارية، حيث تطالب كل طائفة أو حزب بحقيبة معينة وفقاً لاعتباراتهم الخاصة، وهذا ما يجعل تشكيل الحكومة أكثر تعقيداً من مجرد اختيار الأسماء".

وقال: "ومع ذلك، يبدو أن الأمور تسير بشكل إيجابي بين الرئيس المكلف والقوات اللبنانية من جهة، ورئيس الجمهورية من جهة أخرى، حيث يجري التنسيق بشكل مستمر لتجاوز هذه العقبات".

كما واكد العريضي ان "رئيس الحكومة المكلف نواف سلام قد جهز تشكيلة الحكومة التي يراها مناسبة، وأنه لا يقبل أن يملي عليه أي طرف في قبول أو رفض الأسماء أو الحقائب الوزارية".

أوضح أن "قرار تقديم التشكيلة إلى رئيس الجمهورية هو من اختصاص الرئيس المكلف، الذي سيتحمل مسؤولية رفعها إلى رئيس الجمهورية ليقرر إذا كانت مقبولة أم لا، وإذا ما كان سيوقع عليها أو يرفضها".

وأكمل: "التأخير في تشكيل الحكومة قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة على لبنان، إذ يتزايد القلق على الصعيدين المحلي والدولي، فقد شهدت الآونة الأخيرة تحسناً في الثقة الدولية تجاه لبنان، خاصة مع المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي، وهو ما يشير إلى إمكانية تعزيز التعاون والاستثمار في لبنان".

واستطرد العريضي: "قرار رجل الأعمال الإماراتي الشيخ خلف أحمد الحبتور بسحب استثماراته من لبنان وبيعه لممتلكاته شكل صدمة كبيرة، خاصة أنه جاء بعد سلسلة من التوترات السياسية والأمنية في البلاد، هذا القرار كان له تأثير كبير على العلاقات الاقتصادية بين لبنان ودول الخليج، ومن هنا تأتي أهمية تشكيل الحكومة بسرعة لاستعادة ثقة المستثمرين الخليجيين والعرب".

وختم: "بقاء الأمور على حالها دون تشكيل الحكومة سيؤدي إلى مزيد من التدهور في الوضع الاقتصادي والسياسي، لكن هناك من يؤمن بأن دعم لبنان وإعادة الإعمار يتطلب تشكيل حكومة قادرة على معالجة هذه التحديات، وإلا فإننا سنواجه مرحلة أكثر صعوبة".

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني