أنطوان غطاس صعب

لم يعد هامش المناورة متاحاً كما كان في السابق على صعيد تأليف الحكومة أو أي إستحقاق آخر ، الأمر الذي يشير إليه مرجع سياسي في مجلسه، بحيث ثمة معلومات موثوقة، بأن كل من زار لبنان في الآونة الأخيرة، ولاسيما الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، إلى وزيري خارجية المملكة العربية السعودية والكويت، الأمير فيصل بن فرحان وعبد الله اليحيا، أكدا على ضرورة تشكيل الحكومة في وقت سريع، وبالتالي إنطلاق ورشة الإعمار والنهوض بالبلد، مشروطاً بإصلاحات بنيوية مالية وإدارية، وقد كانوا جازمين بذلك.
وبمعنى آخر، لبنان تحت أنظار المجتمع الدولي والدول المانحة، وليس لدى أي طرف القدرة على التعطيل، لذلك هناك استياء تم تعبير عنه خلال الزيارات الأخيرة، من عودة المحاصصة والنزعات الحزبية في تأليف الحكومة، وخصوصاً أن لبنان يعاني من أزمات كبيرة، فلهذه الغاية، يجب أن تشكل الحكومة سريعاً، لاسيما وأن اللمسات الأخيرة باتت واضحة على التوليفة التي ستكون متجانسة متماسكة وتلبي طموحات كل من رئيسي الجمهورية والحكومة العماد جوزاف عون ونواف سلام، وخصوصاً لناحية الشفافية والاختصاص وعملية الإصلاح التي هي الأساس لدعم البلد، الأمر الذي أكد عليه كل من إلتقى بالمسؤولين اللبنانيين، من الموفدين العرب والدوليين والعرب.
لذا فالوضع اللبناني دقيق ، وليس فقط متعلق بتشكيل الحكومة والأمور المشار إليها، إنما على صعيد الجنوب، لأن العدو الإسرائيلي يفعل ما يشاء وما يحلو له، ويسعى لإقامة منطقة عازلة من خلال تدمير ما تبقى من المنازل في قرى الشريط على الحدود الشمالية، وقضم الأراضي ويقوم بالأعمال العدائية، ما يستدعي أن تشكل الحكومة وينطلق لبنان نحو المجتمع الدولي والأمم المتحدة، من أجل إلزام العدو بتنفيذ القرار 1701 والالتزام به، على اعتبار أن لبنان ملتزم ولم يقم بأي خروقات ، ولهذه المسألة عنوان أساسي ألا وهو، هل الحرب ستعود إذا استمرت الأمور على ما هي عليه؟ أما أن العدو يسعى لضرب ما تبقى من قدرة حزب الله القتالية؟ وعلى هذه الخلفية فإن تشكيل الحكومة أمر أكثر من ضروري، ليكون هناك وزير خارجية يذهب إلى عواصم القرار ويدين هذا العدو، ليتمّ الشروع في والنهوض ، على اعتبار أن رئيس مجلس النواب نبيه بري يشدد في مجلسه ولديه مطلب أساسي هو الإعمار، وقد طرحه على كل من التقاه وزاره في الآونة الأخيرة، لأنه ثمة حالة استياء في الجنوب والضاحية والبقاع، أي أن عملية الإعمار لم تنطلق بعد، والناس تريد العودة إلى منازلها، وأقله إنطلاق المسيرة الإعمارية بعد العدوان الإسرائيلي الأخير .