أكد نائب رئيس مجلس الوزراء السابق، النائب غسان حاصباني، في حديثه لبرنامج "أحداث في حديث" عبر "صوت كل لبنان"، أهمية الالتزام بشروط وقف إطلاق النار بين الأطراف المعنية، مشدداً على ضرورة تحديد مهلة زمنية واضحة للانسحاب الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية، إلى جانب بنود تضمن تطمينات متبادلة بين الأطراف. وأشار حاصباني إلى وجود تأخير غير مبرر من الجانبين، سواء من ناحية جهوزية الجيش اللبناني للانتشار أو التأخير في بدء عمل لجنة التنفيذ، التي استغرقت أسبوعين لتباشر مهامها على الأرض.
وفيما يتعلق بالانسحاب الإسرائيلي، شدد حاصباني على ضرورة أن يتم بوتيرة أسرع، خاصة مع اقتراب انتهاء المهلة الزمنية المحددة بـ 60 يوماً، التي تنتهي يوم الأحد المقبل. وقال: "إن التأخير في الانسحاب يتيح لحزب الله مبرراً للاستمرار في الاحتفاظ بسلاحه"، وأضاف: "إذا لم يتم تسليم السلاح، فما معنى انتشار الجيش اللبناني في تلك المناطق؟".
وأوضح حاصباني أن تنفيذ بنود الاتفاق يتطلب انسحاب حزب الله من مناطق جنوب الليطاني وتسليم سلاحه، مع تواجد الجيش اللبناني في تلك المناطق. وأكد أن إسرائيل تتذرع بعدم التزام حزب الله بالاتفاقات كتبرير لتأخير انسحابها. وقال: "لقد شهدنا في الأيام الماضية انسحاباً جزئياً للجيش الإسرائيلي ودخولاً للجيش اللبناني، لكن على انسحاب العدو أن يتم بأسرع وقت ممكن".
وتابع حاصباني بالقول: "نحن شهدنا انسحاب إسرائيل من بعض المناطق ودخول الجيش اللبناني إلى مناطق أخرى، ولكن لم نشهد انسحاباً فعلياً لحزب الله أو تفكيكاً للبنى التحتية. لذلك، من الضروري استكمال الانسحاب الإسرائيلي والخروج الفوري لحزب الله، تنفيذًا للاتفاق الذي تفاوض عليه وكيل الحزب، الرئيس نبيه بري، ووقع عليه وزراؤه في الحكومة".
وفي سياق آخر، أكد حاصباني أن الجهة التي أدخلت الجيش الإسرائيلي إلى لبنان هي "حزب الله"، مشيراً إلى أن الجهة التي يمكن أن تخرج الجيش الإسرائيلي من لبنان هي التزام الأطراف ببنود الاتفاقية تحت الضغط الدولي. وأضاف أن المخاوف الحالية لا تكمن في تجدد الحرب، بل في احتمال طول فترة وجود الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان.
كما تطرق حاصباني إلى تصريحات سابقة بشأن القرار 1701، حيث أشار إلى أن التزام "حزب الله" بهذا القرار منذ عام 2006 كان سيكون أسهل عليه من قبوله بالاتفاق الذي تعهد به في عام 2024. وأكد حاصباني أن عدم تنفيذ التزامات الدولة اللبنانية يعرضها وشعبها لمخاطر كبيرة.
على صعيد آخر، أشار حاصباني إلى أن الجيش اللبناني قد نفذ مداهمات لمخازن أسلحة وسيطر على قواعد ومعسكرات لفصائل فلسطينية في البقاع، مما يعكس قدرة الجيش اللبناني على أداء مهامه بفعالية. وأضاف أن تطبيق قرار 1701 يسير بشكل جيد على كافة الأراضي اللبنانية.
وفيما يتعلق بالوضع السياسي في لبنان، أشار حاصباني إلى التأثير النفسي الإيجابي الناتج عن انتخاب الرئيس وتكليف رئيس الحكومة، والذي رفع سقف التوقعات لدى العديد من اللبنانيين. لكنه أكد أن تشكيل الحكومة في لبنان ليس بالأمر السهل، وأنه يتطلب وقتاً لاختيار الشخصيات المناسبة لكل حقيبة وزارية. وأوضح أن تشكيل الحكومة ليس بطيئاً، بل هو يسير بوتيرة طبيعية، وقد يتطلب وقتاً أطول إذا دعت الحاجة لاختيار الشخصيات المناسبة ومنح الثقة لجميع الوزراء. وفي حال استغرق الأمر وقتاً أطول، فقد يُعتبر ذلك مؤشراً على سوء النوايا.