لا يزال تأليف الحكومة عالقاً بين ما يرضي الأكثرية النيابية والأكثرية الشعبية، ومطالب الكتل السياسية، في حين يتابع الرئيس المكلف نواف سلام لقاءاته المكثفة من اجل تشكيل الحكومة بأسرع وقت لانقاذ البلاد وإنجاز الإصلاحات التي يحتاجها لبنان في هذه المرحلة.

في هذا السياق، قال الصحافي والباحث السياسي صهيب جوهر: "مسار الحكومة اليوم يسير بشكل طبيعي، والمشكلة هي بالسعي إلى تشكيل حكومة بطريقة سريعة والسعي الى تشكيل حكومة سريعة غير صحي في لبنان"، مضيفا: "في زمن الوصاية السورية كانت الحكومة تشكل بطريقة سريعة لانها كانت مغلفة وجاهزة".
ولفت في حديث لموقع vdlnews إلى أن "رئيس الحكومة المكلف نواف سلام يعتمد صيغة جديدة و يضع في خلفيته حُزمة اصلاحات تحتاج الى فريق عمل متجانس وفي لبنان هذا ليس من السهل انجازه بشكل سريع".
واعتبر جوهر انه "ليس من السهل تركيب فريق عمل قادر على انجاز مجموعة من المهمات غير السهلة منها هيكلة المصارف، اصلاح الاقتصاد، اجراء الانتخابات، اعادة الاعمار، ملف الكهرباء والانتخابات البلدية، اذا من الطبيعي ان تأخذ الامور وقتها".

وشدد على ان "من الصعب ان تلد الحكومة قبل نهار السبت لمجموعة عوامل اساسية، منها عدم حسم اي ملف اساسي حتى اللحظة الامور لا تزال ضبابية ويجب ان يكون هناك تفاهمات مع الثنائي الشيعي والاهم التفاهمات مع القوى المسيحية".
وتابع: " امس رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعحع خلال مقابلته على الmtv ظهر وكأنه هو من يشكل الحكومة ومن الواضح أن لديه سلة من المطالب ورفَعَ السقف بنظرته للمرحلة المقبلة ليفرض وقائع سياسية على رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة".

وأردف: "من الذي قال ان الحكومة يجب ان تشكل خلال اسبوع او 10 ايام، المهم ان لا نصل الى الشهر أو الشهرين من دون حكومة، ورئيس الحكومة يستطيع ان يأخذ اسبوعين او ثلاثة اسابيع لتشكيل حكومة متجانس مطلوب منها العديد من المهامات الاساسية".

واكد ان "من غير المسموح ان نبقى من دون تشكيل حكومة لمدة شهر او شهرين لان لبنان في هذه الحالة سيتعرض لاهتزازات وابرزها ان الاهتمام الدولي سيتحول من لبنان الى دول اخرى، منها غزة وسوريا التي هي بحاجة ايضا الى اعادة اعمار وبالطبع الاطراف المهتمة ستجد مكانا آخر لان مساحات الاستثمار في هذه الدول اسهل والتعاطي معها لا يحتاج هذا الكم من التعاطي مع الاطراف السياسية الداخلية التي نجدها في لبنان".