"نحنا مستحيل نشحذ على دم خيّي الشهيد أو على دموع امي المكسورة ووجع بيي المريض"، بكل عنفوان وحرقة قال حسن علي الأمين شقيق الشهيد ابراهيم الأمين الذي قضى في انفجار مرفأ بيروت هذه الكلمات في حديث لموقع vdlnews.
أما السبب خلف الغضب في جملته فيعود الى نشر صور لوالدته عبر مواقع التواصل وقد كتب عليها عبارات اعتبرها الأمين "مهينة"، صور تطلب مساعدات من وسادات وأغطية، صور اعتبرها شقيق الشهيد "لا تليق لا بنا ولا بالحجة والدتي"، مضيفا: "لسنا نحن من يتصرف بهذه الطريقة المشينة ولو متنا من الجوع".
وأشار الأمين الى أنه يتم التداول بأرقام هواتف يقال انها لعائلته أو عائلات شهداء آخرين قضوا في ذلك الانفجار اللعين، بغية جمع مساعدات باسمهم الا أنها لا تعود لهم، ولا تمت اليهم بأي صلة.
وفي حديث لموقعنا، قال الأمين: "وضعنا صعب جدا وشقيقي كان المعيل الوحيد للعائلة، هو نفسه ذلك الشاب الذي كان ذنبه الوحيد أنه ولد في هذا البلد، هو ابن الـ19 عاما الذي كان يعمل بكد يمينه ليعيل والده المريض ووالدته المسنة، الا أننا وبالرغم من وضعنا لم نمد يدنا لأحد، علما أن أي جهة سياسية لم تتواصل معنا ولا أي حزب، وحتى الدولة لم تفكر بمخاطبتنا أو تقديم واجب العزاء أقله".
وأوضح الأمين أن بعض الاشخاص يقدمون واجب العزاء للعائلة وسمحة نفس عن روح الشهيد، ومساعدات مادية لأهله بدافع المحبة، مضيفا "الصليب الأحمر حضر الى منزل والدي في بداية الأزمة التي وقعت وقدم لهما صندوقين من الأغذية التي وصلت من الخارج، وأحد الأشخاص تواصل معي وأمن الدواء لوالدي لعدد من الأشهر، وهذه كانت المساعدات الوحيدة التي وصلتنا". ولم يتوان الأمين عن شكر كل من قدّم مساعدة مهما كانت، فكلمات نابعة من القلب.
وطلب الأمين من كل من يرغب الاتصال بالعائلة التواصل معه على الرقم: 70857897 فقط.
ولدى سؤال حسن عن وضع والدته بعد الكارثة التي ألمت بهم، أجاب: "ماذا أقول لكم عن والدتي؟ هي لم تفارق القبر منذ اليوم الذي دفنا فيه ابراهيم".
الأمين روى لموقع vdlnews، حكاية شقيقه وكيف وصل الى المرفأ، وقال: "كان ابراهيم يعمل في مطبخ الجامعة الأميركية الى أن تم تسريحه مع مئات الأشخاص الذين طردوا منذ أشهر من المكان، وبعد أن بقي لمدة شهر تقريبا في المنزل توجه لى شركة توظيفات بالقرب من المرفأ وهي أمنت له العمل في الاهراءات".
وتابع: "يومية ابراهيم كانت 22 ألف ليرة وكان في حال عمل لساعات اضافية يحصل على 5000 ليرة بالساعة تم تخفيضها لاحقا لتصبح 2900 ليرة، وبالرغم من ذلك بدأ شقيقي العمل في المرفأ في أواخر شهر حزيران الفائت، وهو لم يتقاض راتبه لأن الادارة بلغته أنه سيحصل عليه كاملا في 15 آب، الا أنه توفي في الرابع منه!".
وأضاف حسن: "رحل من المرفأ قبل أن يحصل على بدل أتعابه من مكان عمله ومن هذه الدنيا ومن هذا البلد... 4 أيام بقي شقيقي تحت حطام ذلك المكان، الا أن الجهات المسؤولة عيّنت ساعات عمل محددة للبحث، فبالطبع من حقهم أن يرتاحوا بعكس قلب والدتي التي كانت تمسك بحفنة أمل بلقاء ابراهيم مرة ثانية"، متابعا: "لولا حضور الجهات الفرنسية والروسية لما عثرنا على جثة شقيقي".
جملة واحدة ختم بها حسن حديثه لموقعنا، جملة واحدة تستطيع أن تفتح فوهة الجحيم على كل المسؤولين في هذه البقعة من الأرض التي أسموها بلدا: "الحمد لله أننا وجدنا شقيقي جثة كاملة، فغيرنا من أبناء المنطقة حصلوا على أشلاء من أبنائهم فقط!".