تصدر المشهد السياسي المحلي أمس نيل القاضي نواف سلام 84 صوتًا في الاستشارات النيابية الملزمة وبالتالي تكليفه تشكيل حكومة العهد الأولى من جهة، كما تصريح النائب محمد رعد من بعبدا، من جهة اخرى والذي تحدث فيه عن أن "البعض يكمن من أجل التفكيك والتقسيم والإلغاء والاقصاء تعمدًا وكيديةً". كما قال رعد: " من حقنا أن نطالب بحكومة ميثاقية وأي حكومة تناقض العيش المشترك لا شرعية لها".
وفي الاطار عينه، أفادت مصادر قناة "الجديد" أمس أن "رئيس الحكومة المكلف نواف سلام حرص على إبداء إيجابية عبر رسائل إلى الحزب والحركة اكد فيها ان تكليفه لا يهدف إلى إقصاء احد".
في هذا السياق، قال الصحافي والمحلل السياسي وجدي العريضي في حديث لـvdlnews : "لا شك أن تصريح رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد أثار الكثير من اللغط والاستياء في آن، لأنه بداية ليس هناك أي محاولة لإقصاء وتهميش "الثنائي"".
وأشار العريضي الى أنه "كان هناك كلام واضح، وتحديدًا خلال جلسة انتخاب العماد جوزاف عون رئيسًا للجمهورية، من قبل المكونات النيابية مفاده الدعوة الى الوحدة الوطنية والتلاقي والحفاظ على النسيج الوطني الاجتماعي من دون استبعاد أي طرف، وأنه ليس هناك من رابح أو مهزوم أو فريق خاسر".
وتابع: "تصريح النائب محمد رعد يطرح تساؤلات حول ما إذا لا يزال هناك فائض من القوة ليقول هذا الكلام".
وأضاف: "الميثاقية تحققت من خلال تسمية غالبية النواب السنة القاضي نواف سلام كرئيس مكلف، والميثاقية، وفق اتفاق الطائف، هي المناصفة بين المسيحيين والمسلمين، ولن يكون هناك تهميش أو استبعاد للثنائي الشيعي في الحكومة المقبلة، فعليهم أن يعودوا الى الوطن ويتلاقوا مع كل الاطراف ومكانهم محفوظ".
ولفت العريضي في حديثٍ لموقعنا الى أن "من يعرف القاضي نواف سلام قبل أن يصبح رئيسًا للحكومة، يدرك أن هذا الرجل هو مناضل قديم، يكنّ العداء تاريخيًا لإسرائيل وهو من أصدر مذكرة بحق رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو كرئيس للمحكمة الدولية، وبالتالي أنه رجل دستور وقانون ومستقل وعلماني ومنفتح على الجميع، فكيف له أن يقصي أي طرف؟".
وقال العريضي: "الرئيس المكلف نواف سلام حريص، وفق معلوماتي، على عدم استباعد أي مكون سياسي من حكومته ولهذه الغاية ستكون الاتصالات جارية على قدم وساق مع "الثنائي"".
وأشار الى أن "من يعرف القاضي نواف سلام، يدرك بامتياز أيضًا أنه آتٍ للحفاظ على وحدة البلاد وانطلاق الجمهورية وبالتالي القيام بإصلاحات مالية وبنيوية وإدارية وبحملة تشريعات كبيرة وتفعيل المؤسسات الدستورية".
وتابع: "في موضوع الوحدة الوطنية، سلام يدرك لعبة التوازنات في البلاد، ولذلك أعتقد أنه سيصل الى نتيجة إيجابية مع "الثنائي" من خلال دوره وحرصه على أن يكون هناك إجماع وطني على الحكومة، وليس في قاموسه عملية الاقصاء أو الخلافات والانقسامات مع أي طرف لبناني أيًا كان".
وعن التحديات التي قد تبرز في مرحلة التأليف، رأى العريضي أنه "على كل المكونات السياسية ألا تعيد التعطيل والعرقلة وكل ما حصل في السنوات الماضية الى الواجهة مجددًا، حيث كان يتم تعطيل التأليف أكثر من عام كرمى لعيون شخصٍ معين، فيما دفع البلد أثمانًا باهظة اقتصاديًا وماليًا وعلى كافة الصعد".
وتابع: "لا ننسى اليوم أن لبنان خارج من حرب كبيرة، وهناك مشروع إعمار بحاجة الى دعم وهذا ما أكده رئيس مجلس الجنوب المهندس هاشم حيدر الا وهو أن مجلس الجنوب يقوم اليوم بعملية رفع الردم ومساعدة النازحين، لكن الاعمار بحاجة الى مشروع كبير ودول خليجية أكدت أنها ستعيد الاعمار وهذا هو هاجس ومصدر قلق رئيس مجلس النواب نبيه بري من أجل النهوض بالاعمار".
وأشار العريضي الى أن "التعطيل مضر بالوطن، ولا ننسى أن لبنان عاد الى الحضن العربي وهناك عودة للخليجيين الى لبنان، وبالامس سمعنا رجل الاعمال الاماراتي الشيخ خلف الحبتور يؤكد أن لبنان سيعود الى زمنه الجميل، وعلى كل المكونات السياسية في لبنان أن تدرك بامتياز أن الحرب انتهت ولا مجال لعودة لغة الحرب، كما أن الاستثمار والعمل في لبنان يلزمه مناخات استثمارية وأمنية إيجابية".
وقال: "الاسراع في تأليف الحكومة سيساعد على تلقي الدعم الخليجي السعودي والاماراتي ومن سائر دول مجلس التعاون الخليجي والدول المانحة، لذلك أتوقع ألا تطول عملية التأليف على الاطلاق بل هناك مساعٍ جارية في هذا الصدد، ولا ننسى أن هناك رئيسي جمهورية وحكومة لهما نكهة شهابية من خلال تاريخهما السياسي والشخصي والعسكري والمناقبية والشفافية".