اللواء
من دون تحميل الأمور أكثر ممَّا تحمل أو تحتمل، يمكن اعتبار الاسبوع الطالع، أسبوع تكليف تشكيل حكومة العهد الاولى، وفي نصفه الثاني مشاورات التأليف التي تبدأ، ولا أحد يعرف تماماً، هل ستكون خاطفة، بحيث تعلن المراسيم قبل نهاية الاسبوع ام تأخذ وقتها ومداها، في عملية تشكيل مفتوحة للوضع الجديد واحتمالاته دائمة.
وثمة من يربط بين اعلان المراسيم وخروج آخر جندي اسرائيلي من القرى الجنوبية الامامية، ايذاناً باطلاق ورشة اعادة الاعمار، وفقا للصيغة التي ستتبلور في البيان الوزاري.
وبدا ان الاوراق الحكومية، شهدت بعد ظهر امس اختلاطاً او تزاحماً بين الاسماء المرشحة لرئاسة الحكومة، بدخول التداول باسم رئيس المحكمة الدولية القاضي نواف سلام كمرشح لرئاسة الحكومة، وسط تأييد من اصوات في المعارضة، التي اعلنت ببيان ترشيح النائب فؤاد مخزومي في حين ان النواب التغييرين سموا النائب ابراهيم منيمنة.
وكشفت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» إلى ان اتصالات نيابية مفتوحة شهدها ملف تكليف رئيس الحكومة قبيل موعد الاستشارات النيابية الذي ينطلق صباحا.
وقالت المصادر إن هذه الاتصالات لم تكن حتى وقت متأخر قد أفضت إلى حسم ارجحية التكليف، فساعة ترتفع الأصوات لمصلحة الرئيس نجيب ميقاتي ومرة أخرى يتم الضغط كي يكون مرشح المعارضة هو صاحب العدد الأكبر من الأصوات مع العلم أن المعارضة التي قالت أنها ستسمي النائب فؤاد مخزومي لم تعدل في موقفها للسير بمرشح آخر وهو النائب نواف سلام الذي يحظى اسمه بتأييد عدد لا بأس به من النواب.
واعتبرت أن المشهد لم يكتمل وهناك عملية شد حبال وخلال فترة قبل الظهر من الاستشارات لن يصار إلى التمكن من رسم أية نتيجة لأن رئيس الجمهورية يجري استشارات مع النواب، ثم مع الكتل النيابية الكبرى وبالتالي الصورة قد تظهر بعد الظهر، إلا أن الدستور هو من يتحكم بهذه العملية إذ أن البند ٢ من المادة ٥٣ من الدستور تنص على أن رئيس الجمهورية يسمي رئيس الحكومة المكلف بالتشاور مع رئيس مجلس النواب استنادا إلى استشارات نيابية ملزمة يطلعه رسميا على نتائجها.
وقالت إن رئيس الجمهورية على تأكيده بالإسراع في تأليف الحكومة من أجل وضع الأمور على السكة الصحيحة.
وتركت كتل مثل اللقاء الديمقراطي، والتيار الوطني الحر، والنائب فريد الخازن موقفها من التسمية الى اليوم.
وليلاً، اعلن التكتل الوطني تسمية الرئيس ميقاتي حفاظاً على المصلحة الوطنية والاستقرار العام.
وترددت معلومات ان النائب جبران باسيل يتجه الى البقاء خارج الحكومة، واتخاذ خيار المعارضة.
وبدا أن معظم الكتل النيابية لم يحسم امره امس وسيحسمه اليوم، في الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس الحكومة العتيد، مع توجه واضح لتسمية الرئيس نجيب ميقاتي من بعضها، فيما انصبت التوقعات السياسية على اسمين جديين للتسمية هما ميقاتي والدكتور نواف سلام الذي علمت «اللواء» ان اسهمه ارتفعت، بإنتظار رسو الكلمة على النواب مرة اخرى بين ليلة امس وصباح اليوم إن لم يكن قد هبط الوحي لمصلحة سلام.. بينما تتخبط المعارضة ونواب التغيير في خياراتها بعد تعدد مرشحيها وتراجع اسهم بعضهم.
وزاد من تأثير انتظار «هبوط الوحي» ما أكده عضو تكتل «الاعتدال الوطني» النائب أحمد الخير بالقول: ان الخيار الأول للتكتل هو الرئيس ميقاتي، ولكن إن كان هناك توجه عربي وتحديداً سعودي لأي خيار آخر فسقف الإعتدال والرئيس ميقاتي سعودي عربي. ويعقد التكتل إجتماعه اليوم ايضا قبل التوجه الى قصر بعبدا.فيما اعلن النائب ميشال ضاهر: سأسمّي نواف سلام لتشكيل حكومة العهد الأولى.
ويفترض ان تعقد كتلة التنمية والتحرير اجتماعاً اليوم لتقرير الموقف مع ان الاسم كما يقال بات في جيبة الرئيس نبيه بري ولن يعلن سوى في قصر بعبدا، كما تعقد كتلة الوفاء للمقاومة اجتماعها اليوم ايضا. ونُقِل عن مصدر في «الثنائي الشيعي»: أن التوجّه يميل لإعادة تسمية الرئيس نجيب ميقاتي وتوقع حصوله على عدد يفوق ٦٠ صوتاً في الإستشارات اليوم.
وعقدت كتلة «اللقاء الديمقراطي» إجتماعاً في كليمنصو للبحث باسم المرشح لرئاسة الحكومة.لكنها اصدرت بيانا اعلنت فيه انها قررت «إجراء المزيد من المشاورات وترك مسألة اعلان اسم الشخصية المقترحة لتشكيل الحكومة العتيدة ليعلنه رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط بعد الإستشارات النيابية في بعبدا. علما ان عضواللقاء النائب مروان حمادة سبق واعلن ترشيحه لنواف سلام.
كما عقد تكتل «التكتل الوطني المستقل» اجتماعا اعلن بعده النائب فريد الخازن بحضور النائب طوني فرنجية ان التكتل سيسمي مرشحه لرئاسة الحكومة. وقال: التكتل قرر دعم مسيرة العهد ونحن نقوم بمشاورتنا مع دوائر القصر الجمهورية لأننا نريد أن نسمي مرشحا لا يعرقل مسيرة العهد الجديد. لكن النائب ميشال المر استقل عن التكتل عن بعد انجاز الاستحقاق الرئاسي وسيذهب الى الاستشارات النيابية الملزمة منفردا في اتجاه تسمية تؤكد على دعمه للعهد.
كما إجتمع اللقاء التشاوري النيابي المستقل الذي يضم النواب ابراهيم كنعان والياس بو صعب وآلان عون وسيمون أبي رميا.
وكان من المقرر ان يعقد تكتل التوافق الوطني اجتماعا امس في منزل النائب حسن مراد، لكن تقرر تأجيلة الى ظهر اليوم لأسباب تتعلق بإنتقال بعض اعضائه من الشمال مرتين، كون موعد التكتل في الاستشارات بعد ظهر اليوم، لكن تنامى ان التكتل يميل الى تسمية ميقاتي ما لم يطرأ جديد.
لكن على الضفة الثانية، يبدو أن قوى المعارضة، لم تتفق بعد على تسمية مرشحها بعد ترشيح ثلاثة نواب هم فؤاد مخزومي واشرف ريفي وابراهيم منيمنة. وذكرت بعض المعلومات ان المعارضة قد تتجه الى تسمية شخصية اخرى تشكل توافقاً بين مكوناتها، بسبب الخلافات الحاصلة حول الاسماء الثلاثة المطروحة. لكن بعض نواب المعارضة المستقلين اعلنوا تسمية نواف سلام، وآخرين اعلنو «انفتاحهم على خيارات اخرى» ومنهم منيمنة الذي نُقل عنه «التزامه بسحب ترشيحه في حال توسعت مروحة التوافق على نواف سلام». بينما حذّر النائب التغييري الدكتور الياس جرادي من تشتت اصوات كتل المعارضة. وذهب النائب المستقل المعارض بلال حشيمي الى الاعلان انه مع التوجه السعودي. كما دعا النائب نعمت افرام المعارضة الى تسمية نواف سلام رئيسا للحكومة.
وعقدت قوى المعارضة اجتماعا مساء امس في منزل النائب مخزومي للبحث في آخر التطورات، واكد مصدر ان اجتماعات المعارضة ستبقى مفتوحة، من زاوية ان النائب مخزومي ما زال مرشح المعارضة .
وليلاً أعلن النائب منيمنة انسحابه لمصلحة القاضي سلام،ونقل عن القاضي سلام، من قبل نواب اجروا اتصالات معه، انه على استعداد لتولي رئاسة الحكومة اذا حاز على الاصوات المطلوبة في الاستشارات النيابية.
وحسب المعلومات فإن موقف اللقاء الديمقراطي سيكون حاسما في ما خص الشخصية التي ستسمى الرئاسة الحكومة، وان فرص القاضي سلام ستكون متوافرة اذا حصل تفاهم بين المعارضة والمستقلين والتغييريين.
واستنادا الى مصادر دبلوماسية، فإن اللجنة الخماسية على مستوى السفراء تربط بين مواصفات رئيس الحكومة العتيد وملاءمتها لما تضمنه خطاب القسم وبالتالي اللجنة، لا تضع فيتو على اي مرشح، وانها تتمسك بالمعايير ذات صلة بمستقبل لبنان واستقراره.
ويفترض ان يكون السفير السعودي في لبنان وليد بخاري عاد الى بيروت من الرياض التي توجه اليها يوم الجمعة الماضي.
وحسب المعلومات المستقاة من مصادر «الثنائي الشيعي» فإن كتلتي التنمية والتحرير (15 نائباً مع رئيس المجلس) والوفاء للمقاومة (15 نائباً) ستسمي صراحة الرئيس نجيب ميقاتي لتأليف الحكومة.
واستناداً الى المعلومات نفسها، فإن تسمية ميقاتي ستتراوح بين 50 و60 صوتا، وأن تغيرات ستطرأ على التركيبة وتوزيع الوزارات، فضلا عن البيان الوزاري.
وفي ما يجري تداوله ان الحكومة ستتألف من 24 وزيراً، لا ثلث معطلا فيها لاي طرف بتسمية حكومة «العمل والنهوض» . وستبقى وزارة المال من الحصة الشيعية، والدفاع من حصة الرئيس، والداخلية للسنّة والمرشح الأبرز بها المحامي محمد عالم، مع عدم احداث تغيير في وزيري حزب لله الحاليين، وزير العمل مصطفى بيرم، والاشغال علي حمية، على ان تسند وزارة المال لنائب حاكم مصرف لبنان وسيم منصوري.
مسيحياً، اذا امتنع التيار الوطني الحر عن المشاركة، فستعطى الوزارات التي كانت بحوزته الى القوات اللبنانية، مع احتفاظ تيار المردة بحقيبة خدماتية.
وبالنسبة للبيان الوزاري فإنه سيصاغ بما يتناسب مع مندرجات خطاب القسم الرئاسي.
وستخرج المعادلة الثلاثية من المعادلة، (شعب، جيش، مقاومة) وتدرج معادلة جديدة، من ضمن اتفاق وقف النار، الذي ضمن لبنان حق «الدفاع عن النفس».
وفي اطار الانفتاح والتهنئة بانتخاب العماد جوزاف عون، يزور الأمين العام للامم المتحدة غوتيريش السبت لبنان للتهنئة، وكذلك الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، (كما يزور وفدان من المملكة العربية السعودية والكويت).
وفي الاطار نفسه، اجرى قائد الادارة الجديدة في سوريا احمد الشرع اتصالا مع الرئيس عون هنأه بانتخابه، مؤكدا على ما يجمع الشعبين من علاقات، ورد رئيس الجمهورية بالتأكيد على معالجة المشاكل العالقة بروح ايجابية.