أنطوان غطاس صعب

تُشكّل محطة الإنتخابات الرئاسية بالأمس محطّة فاصلة بين مرحلتين ، الأولى إتّسمت بخضوع لبنان لمنطق السلاح والدويلة ، والثاني بانت ملامحها من سقوط أنظمة لذالما رهنت لبنان وسياسيين لأهدافها .
لبنان الجديد آتٍ لا محالة، وتحديداً بعد ثوابت تاريخية أطلقها الرئيس الجديد للجمهورية اللبنانية العماد جوزاف عون في خطاب القسم، وبالتالي ما أعلنه من عناوين بارزة يستحقّ التوقف عندها خصوصاً في ظل هذا الدعم الدولي والإقليمي والعربي والخليجي غير المسبوق ، نظراً لثقتهم بمناقبية ودور وحضور ومصداقية وشفافية العماد عون، الذي لم يأتِ الى قصر بعبدا من فراغ بل دوره في الجيش اللبناني وكل ما قام به من انجازات في أصعب المحطات والظروف يؤكد المؤكد أنه يستحق هذا اللقب والوصول الى القصر الجمهوري.
من هذا المنطلق، ان ما قاله الرئيس العماد جوزاف عون من ساحة النجمة بعد أن أصبح رئيساً للجمهورية، إنما هو مدخل لقيامة لبنان من جديد بعد الارتكابات والفساد والحروب والسمسرات وسواها، فهو أشار إلى عناوين هي محور ما يتوق اليه الشعب اللبناني برمّته، وانه سيسير على خطى الرئيس الراحل فؤاد شهاب ، باني الدولة ومؤسساتها والذي حافظ على "الكتاب" أي الدستور اللبناني ، وكان كلّ من راجعه بقضية يردّ :"شوفوا الكتاب شو بيقول" .
ومن هنا ان رئيس الجمهورية المُنتخب سيكون له دوره ويعيد لبنان الى الحضن العربي والمجتمع الدولي من خلال الثقة بهذا البلد وفي ظل دولة قادرة ومؤسسات وجيش لبناني وسلاح شرعي واحد، لا سيما أنه أكّد أيضاً على كل ما يعزز الأمن والإستقرار، من خلال جيش واحد ودولة واحدة، وأشار أيضاً الى عناوين تلامس ما أصاب لبنان من نكبات نتيجة السياسات الخاطئة، بل أنه وفي كل بند أشار اليه كان المجتمع الدولي يراقب ويتابع هذه العناوين التي تشير إلى أن لبنان سينهض من جديد بدليل كل البرقيات التي وصلت مُهنّئةً الرئيس الجديد بما حمل كلّ ذلك من دعم وحرص للوقوف الى جانبه، وبالخصوص من كان يطالب أن يكون هناك دولة ومؤسسات باتت في عهدة الرئيس العماد جوزاف عون الذي تقول أوساط سياسية متابعة بأنه سيعيد لبنان الى أيام العزّ والبحبوحة والأمن والسلام والاستقرار والرّخاء والإزدهار، من خلال ما تطرّق اليه، حيث أن الكلمات والعبارات والعناوين هي مدخل لبناء الدولة ومؤسساتها، بحديثه عن تصحيح وضع القضاء، واللامركزية الإدارية الموسّعة، والإهتمام بالمدرسة الرسمية والجامعة اللبنانية، وكل ما يتّصل بعملية الإصلاح المُرتقبة.