يترقب لبنان في الأيام المقبلة زيارة وفد سعودي رفيع المستوى برئاسة وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، ما يعكس ارتفاع منسوب الحراك السياسي بشأن الاستحقاق الرئاسي. وتهدف الزيارة، وفق ما يتضح من التحركات، إلى تذكير المسؤولين اللبنانيين بضرورة إنجاز هذا الاستحقاق في الموعد المحدّد.
في هذا السياق، صرّح الصحافي والمحلل السياسي وجدي العريضي أن "زيارة الوفد السعودي وعلى هذا المستوى الرفيع تحمل أكثر من دلالة، خاصةً أنها تأتي بالتزامن مع تحرك السفير السعودي الدكتور وليد البخاري على خط القيادات السياسية والروحية. السفير البخاري يتشاور حاليًا مع قيادته في المملكة وسيكون إلى جانب الوفد في لقاءات قد تقتصر على الرؤساء، إذ يُتوقع أن تكون الزيارة خاطفة".
وأشار العريضي، في حديث لموقع "vdlnews"، إلى أن "المملكة العربية السعودية تواصل تأكيدها على أهمية العلاقات التاريخية بين الرياض وبيروت، وحرصها على أمن واستقرار لبنان. هذه الزيارة تأتي في ظل الظروف الراهنة بعد العدوان الإسرائيلي الأخير، إضافة إلى متابعة القرارات الدولية ذات الصلة، لا سيما القرار 1750".
وأضاف العريضي أن "السعودية لا تسمي أي مرشح لرئاسة الجمهورية لكنها تركز على مواصفات الرئيس المطلوب، وهي مواصفات تضمن استعادة الثقة الدولية والإقليمية بلبنان، إضافة إلى تطبيق اتفاق الطائف، خاصةً البند المتعلق بالسلاح الداخلي والخارجي".
و أكد العريضي أن "اللقاءات السعودية الأخيرة مع مسؤولين لبنانيين، بما فيها زيارة قائد الجيش العماد جوزيف عون، كانت إيجابية. المملكة تشدد على أهمية وجود سلطة مركزية قوية، مشيرةً إلى استعدادها لدعم وإعادة إعمار لبنان بمجرد توفر الظروف المناسبة".
أما بشأن عودة الرئيس سعد الحريري إلى الحياة السياسية،لفت العريضي إلى أن "المقربين من الحريري يؤكدون أنه سيكون في لبنان خلال ذكرى استشهاد والده، وسيبقى لفترة طويلة. الاحتفال بالذكرى هذا العام سيكون مختلفًا، لكن احتمالات عودته إلى الساحة السياسية لا تزال غير واضحة حتى اللحظة".