أنطوان غطاس صعب
إسترعت زيارة رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي السابق وليد جنبلاط إلى تركيا باهتمام لافت، إلى ما سبقها من زيارة كأول شخصية لبنانية لقائد الثورة السورية أحمد الشرع،وعلى رأس وفد كبير سياسي وروحي، ما ترك تساؤلات، هل لزيارة تركيا لها علاقة بزيارة سوريا؟
هنا لابد من الإشارة، إلى أن جنبلاط أراد أن تكون الزيارة إلى سوريا متعددة الجوانب، أولاً كثأر لوالده الذي اغتاله النظام السوري المخلوع، ومن ثم ما شهدت هذه العلاقة من موجات غضب وقتل كوكبة من انتفاضة الاستقلال، وعلى رأسهم الرئيس الشهيد رفيق الحريري، إلى دعم جنبلاط للثورة السورية لدى انطلاقها في العام 2011، لذا كانت الزيارة في أساسها للتهنئة، ومن ثم بحث الوضع الدرزي في سوريا، من جرمانا إلى السويداء وجبل العرب بشكل عام.
أما بالنسبة للزيارة التركية، فثمة علاقة وطيدة تربط جنبلاط بالرئيس التركي رجب الطيب أردوغان، وعن عناوين هذه الزيارة تكشف مصادر مطلعة ، أن جنبلاط طلب من تركيا دعم أردوغان للثورة السورية، وخصوصاً على مستوى النهوض والمؤسسات، وبالتالي الوصول إلى وفاق وطني في سوريا، وإعادة تكوين الجيش السوري الوطني، في ظل معلومات بأن الرئيس التركي سيزور سوريا قريباً ويلتقي بالشرع، ويصلّي في الجامع الأموي، وبذلك يكون نفذ أمنيته، على اعتبار العلاقة مع النظام المخلوع نظام بشار الأسد كانت سيئة جداً .
ويُنقل في هذا الإطار بأن المسؤولين الروس سبق ونصحوا بشار الأسد بأن يتواصل مع الرئيس التركي ويكون هناك علاقة وطيدة معه، إلا أنه بدأ يضع شروطاً وكيف ستكون العلاقة، بل ارتمى بأحضان إيران وترك الجارة تركيا وما تمثل من موقع إقليمي كبير.
من هذا المنطلق، جنبلاط بحث كل هذه العناوين، وصولاً إلى مسألة خاصة بأن ترعى تركيا وتحافظ على دروز سوريا، لما لها من تأثير وخصوصاً في حلب، في ظل الأجواء والمؤشرات التي تنبئ بأن العدو الإسرائيلي ينوي أن يضمّ بعض القرى والبلدات الدرزية، ما يقلق ويخيف جنبلاط، فتمنى على الرئيس التركي أن يلعب دوراً أساسياً في هذا السياق، للحفاظ على هوية دروز سوريا الوطنية والعربية، ومنع هذا العدو من سلخهم عن محيطهم العربي.
فهذه العناوين كلّها كانت اساساً في مباحثات جنبلاط مع الرئيس التركي رجل طيب أدوغان، على أن تتابع اللقاءات والاتصالات من الجانبين، وبالتالي جنبلاط سيواصل مساعيه واتصالاته مع الأتراك و مع القيادة السورية الجديدة، من أجل العنوان الأبرز ألا وهو الحفاظ على دروز سوريا وخصوصاً في مثل هذه الظروف والأجواء .
|
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp)
اضغط هنا