العماد في الرياض رئيس توافقي أم وفاقي؟
العماد في الرياض رئيس توافقي أم وفاقي؟

أخبار البلد - Friday, December 27, 2024 6:07:00 AM

صلاح سلام-اللواء

زيارة قائد الجيش العماد جوزاف عون إلى الرياض مؤشر آخر على جدية الإستعدادات الخارجية لإنجاز الإنتخابات الرئاسية في جلسة ٩ كانون الثاني المقبل، بخلاف ما يقوم به بعض الأطراف السياسية اللبنانية، من محاولات تمييع وتلاعب بهذا الاستحقاق الدستوري والوطني بإمتياز، في مناورات مكشوفة لقطع الطريق بين اليرزة وبعبدا، والحؤول دون وصول قائد المؤسسة العسكرية إلى سدة الرئاسة الأولى. 

ثمة مشاهد سابقة ومماثلة لزيارة العماد عون إلى الرياض، حيث إعتادت العواصم العربية المعنية في كل مرحلة على إستقبال أبرز المرشحين لرئاسة الجمهورية. بالأمس البعيد كانت القاهرة هي المقصد، وبالأمس القريب تحوّلت الزيارات إلى دمشق، ولكن الرياض بقيت في المراحل المفصلية الصعبة هي قبلة الساعين للرئاسة الأولى. 

لقد حاولت السعودية مع دول لجنة الخماسية مساعدة الأطراف اللبنانية في إنجاز الإستحقاق الرئاسي في أقرب فرصة ممكنة، وفي أجواء هادئة وبعيدة عن عمليات الشحن والإستفزاز، وضمن مواصفات للرئيس العتيد، تعزز مساعي إطفاء الخلافات الحزبية والحساسيات الطائفية، وتسهّل تشكيل حكومة العهد الأولى بالسرعة اللازمة، وتطوي صفحة الحكومات التي يستغرق تأليفها بضعة أشهر، فضلاً عن دعم خطط وضع البلد على سكة الإصلاح والإنقاذ. 

لم تدخل المملكة ودول الخماسية في زواريب السياسة المحلية الموحلة والضيقة، بل عمدت إلى الترفع عن الحزازات الداخلية في تحديد المواصفات الأساسية التي يجب توفرها في شخصية الرئيس العتيد، وفي مقدمتها أن يكون رئيساً وفاقياً، في حال عدم التوصل إلى التوافق بين الكتل النيابية على أسم مرشح واحد. 

الرئيس الوفاقي يكون على علاقة جيدة، أو مقبولة على الأقل، مع أوسع قاعدة سياسية ممكنة. يستطيع أن يقوم بدور الحَكَم بين الفرقاء السياسيين في إطار الحفاظ على مصلحة البلد أولاً، وأن لا يكون ملوثاً بصفقات الفساد، ومؤمناً بقيام دولة المؤسسات والقانون إنطلاقاً من إتفاق الطائف والدستور المنبثق عنه، وحماية صيغة العيش الواحد، ووطن الرسالة من عبث المتطرفين، ومن تهوُّر المتعصبين. 

سقوط محاولات التوصل إلى الرئيس التوافقي، بسبب تمسك الأطراف السياسية بمواقفها المتباعدة، يرجح كفة قائد الجيش كمرشح وفاقي، لأنه يتمتع بإلتفاف شعبي واسع حوله وحول المؤسسة العسكرية، فضلاً عن علاقاته الجيدة مع معظم الأطراف والأحزاب السياسية، بإستثناء طبعاً التيار الوطني الحر ورئيسه، الذي أبدى إستعداداً لتأييد خصمه اللدود رئيس القوات، بهدف قطع طريق الرئاسة على العماد عون. 

العماد عون في الرياض، والرئاسة والإستقرار في لبنان في صميم المحادثات مع كبار المسؤولين السعوديين، يعني أن الجلسة الإنتخابية جدّية، ومستمرة حتى خروج الدخان الأبيض من المجلس النيابي.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني