أنطوان غطاس صعب

دخل السباق الرئاسي مراحل متقدمة جداً، لاسيما بعد تسمية اللقاء الديمقراطي لقائد الجيش العماد جوزاف عون مرشحاً إلى رئاسة الجمهورية، وجاء ذلك بعد عودة النائب السابق وليد جنبلاط من العاصمة الفرنسية باريس، بعدما إلتقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وعلم وفق أجواء موثوقة بأن الرئيس ماكرون أكد له ضرورة انتخاب رئيس، وأن فرنسا تسعى لدعم لبنان مع الدول الصديقة، لاسيما أوروبياً، وتبيّن لجنبلاط أنه ثمة تقاطع أميركي فرنسي لدعم قائد الجيش، ما تلقفه وأفضى به لرئيس مجلس النواب نبيه بري، وخلافاً لما يقال، لكن تمهل جنبلاط على اعتبار أنه سيبحث هذه المسألة مع حزب الله، إذ ليس بعد من لقاء بينهما، وسيكون هناك اجتماع لكتلة التنمية والتحرير، وعلى إثر ذلك سيكون لبري موقف حازم، خصوصاً أن رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية، مستمر في ترشيحه الرئاسي، وإن كان ذلك يعتبر وفق المطلعين على بواطن الأمور، يصب في خانة المناورة السياسية، فإما يرشح قائد الجيش أو يفرض شروطه للعهد المقبل، وهذا ما ستقوم به أكثر من جهة سياسية ، فيما ترشيح رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع الأقوى مسيحياً ومارونياً، ربما تكون أيضاً مناورة ليفرض شروطه باعتباره الأقوى، وهذا من حقه كون للقوات اللبنانية كتلة وازنة نيابياً، كما كانت الحال عندما وصل العماد ميشال عون إلى قصر بعبدا لاعتباره الأقوى مسيحياً آنذاك .
من هذا المنطلق، الأمور لا زالت تدور في حلقة مفرغة، إذ أن جلسة التاسع من كانون الثاني ستعقد، لكن لن ينتخب رئيس، والبعض يقول أن الرئاسة الأولى مؤجّلة إلى الربيع المقبل، بمعنى لم يحسم الأمر حتى الساعة، لكن المؤكد أن الإجماع حول قائد الجيش العماد جوزاف عون بدأ يتوسع، بانتظار الأيام القليلة المقبلة أو بعد عطلة الأعياد، حيث هناك لقاء آخر لقوى المعارضة، وعندها يبنى على الشيء مقتضاه، حيث ستتخذ هذه القوى موقفاً جامعاً من كل المكونات التي تضم التكتلات النيابية والمستقلين والوسطين والتجدد والاعتدال وسواهم.
ويبقى أخيراً أن موضوع الاستحقاق الرئاسي سيكون مدار بحث إقليمي ودولي وعربي، وتحديداً من اللجنة الخماسية، وليس على المستوى الداخلي فحسب، فهل ستأتي التسوية الدولية باسم العماد جوزاف عون، لذلك ثمة تمهل وترقب للأيام القادمة، كي يصار إلى معرفة كيفية مسار الأوضاع في سوريا والعراق واليمن.