واصلت قوات الجيش الإسرائيلي تقدمها في القرى والمدن السورية، وأضحت إسرائيل على بعد 15 كيلومتر من الطريق الدولي التي تربط دمشق ببيروت.
فزحف تل أبيب الذي يبدو توغلها في الداخل السوري حتى اللحظة غير قابل للكبح، لا يقابله أي مقاومة سورية بالتزامن مع تصريح لافت لقائد الفصائل السورية المعارضة أحمد الشرع المعروف سابقًا بأبو محمد الجولاني، الذي لم يعرب عن نية في مواجهة إسرائيل.
ففي ضوء العمليات العسكرية المكثفة لتل أبيب في الأراضي السورية، والتطورات الإقليمية المتسارعة، لفت الصحافي والمحلل السياسي وجدي العريضي في حديث لـ vdlnews إلى أنه "لا شك أن إسرائيل تسعى لقطع طريق الإمدادات العسكرية عن حزب الله عبر وصولها إلى الجولان، ويمكن القول إنها على طريق بيروت دمشق من خلال تواجد قواتها في الجولان والقنيطرة".
بحسب المواكبين والمطلعين والمعلومات التي استقاها العريضي، "يهدف ذلك إلى مراقبة ومتابعة كل المعابر وخصوصًا القضاء على أي وسيلة للإمداد لحزب الله".
أما بالنسبة لتصريح قائد الفصائل المعارضة أحمد الشرع، فذلك وفقًا للعريضي "جاء من أجل تمرير المرحلة الانتقالية لإعادة بناء سوريا وانتخاب رئيس للجمهورية وهناك اتصالات جارية مع الذين دعموا الشرع من جهات دولية فاعلة أكانوا الأتراك أو القطريين وسواهم من دول كبرى وصولًا إلى واشنطن وموسكو لتفادي نشوب حرب بين إسرائيل وسوريا وهذا أمر مستبعد أساسًا".
متابعًا: "إنما ما تقوم به تل أبيب من قصف للساحل السوري وقطع طريق دمشق - بيروت بالنار عن طريق تمترسها في الجولان والقنيطرة، باعتقادي هدفه قطع أي وسيلة إمداد بالسلاح للحزب فضلًا عن مراقبة أي حركة تحصل في هذا السياق".
وأعاد التأكيد أن "تصريح الشرع كان للقول إن سوريا هي دولة مستقلة، والاستقرار هو البداية على أن تتابع كل هذه الملفات في سياق الموقف العربي والإقليمي والدولي ولا أعتقد أن موقفه خارج عن هذا الإطار، بل يرمي إلى طمأنة الجميع بأن سوريا دولة مسالمة".
وقد طرح العريضي تساؤلات عدة حول "مدى قدرة سوريا على مواجهة إسرائيل سيما بعد هروب الرئيس السابق بشار الأسد والحرس الثوري الإيراني، بمعنى آخر الصفقة الدولية والإقليمية قائمة لمنع حدوث أي مواجهة أو حرب بين دمشق وتل أبيب".
وفي إطار إقرار حزب الله بخسارة خط الإمداد عن طريق سوريا، فقد رأى العريضي أن "الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم يبدو أنه يعيش في "كوكب آخر""، طارحًا إشكالية كبرى يواجهها الحزب اليوم: "هل يُعقَل أن الشرع سيتعاون مع حزب الله بعد كل ما قم به الحزب في القصير وحماة وحلب وحمص ومعظم المدن السورية من قتل وفتك بالشعب السوري واستخدام البراميل المتفجرة والمجازر في القصير وسواها؟".
فالعريضي اعتبر "كلام الشيخ قاسم هو فقط للتهدئة والطمأنة بأن حزب الله يريد التواصل مع سوريا، إلا أنه من البديهي أن ليس هناك أي وسيلة أو تعاون بين القيادة السورية الجديدة والحزب وهذه المسألة محسومة، خاصة في ما يتعلق بموضوع السلاح حيث أقدمت إسرائيل على تدمير كل المستودعات العائدة لحزب الله في الساحل السوري ودمشق والمدن السورية الأخرى، وهذا الأمر رسالة واضحة مفادها أن الماء والهواء قد قطعا عن الحزب في سوريا".
وأردف متفاجئًا: "قول الشيخ قاسم إن هناك وجهات بديلة.. السؤال هو أين؟ فالبحر محاصر والمطارات محاصرة وكلها تحت العيون الإسرائيلية، فمن أين سيصله السلاح؟".
وختم الصحافي معتبرًا "الكلام عن إمكانية التعاون بين سوريا وحزب الله بوجه الاحتلال هو مجرد كلام إنشائي، فنحن أمام سوريا جديدة مغايرة عن نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد وكلام قاسم يُدرج في خانة الطمأنة والحفاظ على المعنويات".