باتت سوريا محط الاهتمام والترقب، بعد سقوط نظام الأسد، مع كل ما يعنيه ذلك على صعيد التطورات التي قد تحصل في الأيام المقبلة. كما اتجهت الأنظار نحو التطورات المتسارعة التي أطاحت بنظام الأسد حتى أن البعض بدأ يتساءل حيال المسار الذي أدى الى سقوط هذا النظام، لاسيما وانها فترة وجيزة تلك التي سقط فيها نظام الاسد. الى ذلك تركز الاهتمام على التغيرات التي سوف تطرأ على البنية السياسية كما داخل المجتمع السوري، إلا أنه لم يكن أقل أهمية النظر والتفكير في التحديات أو التطورات على الأقل التي قد تواجهها سوريا في هذه المرحلة.
في هذا السياق، رأى رئيس حركة التغيير المحامي إيلي محفوض في حديث لـvdlnews أنه "غير صحيح أن سقوط الأسد حصل بسرعة، فقد يكون رحيله قد حصل بسرعة أو اللحظات الأخيرة لتركه سوريا قد حصل خلال ساعات قليلة"، معتبرًا أن ما يدل على ذلك هو "المراقبة الميدانية لكل التطورات والاحداث التي حصلت في سوريا، حتى منذ ما قبل اندلاع الثورة ومنذ تولي بشار الأسد السلطة لأن ما حصل لم يكن بطريقة شرعية، فقد يكون بطريقة قانونية لكن لم يكن شرعيًا بمعنى أنه تم توريث بشار الاسد المنصب".
وشرح محفوض في حديثٍ لموقعنا أن "الثورة التي حصلت والضغط الشعبي، كما تمادي الاسد في إساءة استعمال السلطة، والاعتقالات التي كانت تنفذ على مدى سنوات طويلة، بالاضافة الى علاقاته المتوترة، والأخطر توغله شيعيًا بمعنى ذهابه بعيدًا جدًا باتجاه الجمهورية الاسلامية الإيرانية الى أن أمسكت إيران بكل مفاصل السلطة، اطاحوا بالاسد. بالاضافة الى ذلك ومع مرور الوقت، تُرجم الذهاب بعيدا باتجاه ايران، تجاذبا كبيرًا جدا ما بين الجانبين الروسي والإيراني، وفي نهاية المطاف يجب أن يدفع أحد الثمن، فدفعه الأسد بالطبع".
وبالنسبة الى التطورات التي قد تواجهها سوريا في هذه المرحلة، قال محفوض: "لا يزال من المبكر جدًا التمكن من تحديد مآل ومسار التطورات في سوريا".
وأشار الى أن "المرحلة الأولى هي الإطاحة بالديكتاتور وهذا له تبعات جمّة بالطبع، فنحن نرى بلدًا منهكًا وفقرًا مدقعًا ومظلومية كما رأينا مشاهد من السجون، ونحن معنيون بهذا الأمر ذلك أن أولادنا معتقلون في السجون السورية".
وتابع: "بالنسبة الى رسم معالم الدولة السورية، "الدولة الجديدة"، فمن الظاهر أننا متجهون نحو خلق سوريا جديدة بكل تشعباتها ومؤسساتها، حتى على صعيد الجيش".
وأضاف: "الجيش السوري السابق لا يشبه جيوش المنطقة، فعلى سبيل المثال لا الحصر، فقد حصلت ثورة في مصر لكن الجيش كان مؤسسة حقيقية، وذلك على عكس الجيش الذي بناه حافظ الأسد والذي كان موجودًا لحماية النظام وليس لحماية الدولة السورية أو الجمهورية السورية، من هنا يجب إعادة بناء هذا الجيش من جديد، خاصةً أن هذا الاخير، وخلال خمسين سنة، كان ميليشيا ولم يكن جيشا بمعنى الجيش النظامي للكلمة".