أنطوان غطاس صعب
يستمرّ موعد جلسة إنتخاب رئيس الجمهورية التي حددها رئيس مجلس النواب نبيه بري في التاسع من كانون الثاني المقبل، موضع تشاور واتصالات على أعلى المستويات، بعدما بات واضحاً أنه ثمة أحداث ومعطيات وأجواء أدخلت الجلسة في المجهول، إن كان على صعيد موقف وحديث مستشار الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب السيد مسعد بولس، بأنه من انتظر سنتين وأكثر بوسعه أن ينتظر ثلاثة أشهر، ما يعني أن ترامب يسعى لبلورة الوضع في المنطقة ليبنى على الشيء مقتضاه لبنانياً، بأن يكون الرئيس الذي سينتخب في لبنان على قدر المسؤولية، وله دور فاعل في التنسيق مع فهم السياسة الأميركية والشرق أوسطية الجديدة .
لذلك هناك تريث بالنسبة لإنتخاب الرئيس وهذا كلام غربي، وبمعنى أوضح، الكثيرين استوعبوا كلام بولس بأنه نابع من سياسة وخطة ترامب الشرق أوسطية، والتي سيتم تطبيقها ولبنان جزء أساسي منها، لاسيما أن أنه يولي الملف اللبناني العناية المطلوبة، بدليل تعيينه السيد بولس من أصل لبناني مسؤولاً لشؤون الشرق الأوسط، وهو على دراية بالوضع اللبناني من جوانبه كافة.
من هذا المنطلق، فالتطورات الدراماتيكية في سوريا لها دورها وتداعيتها وانعكاساتها على الداخل اللبناني، وبناء على هذه الأجواء والظروف التي تمر على البلد والمنطقة، فجلسة
إنتخاب الرئيس صعبة المنال، بإنتظار ما ستفضي إليه التطورات السورية، وبمعنى أوضح، الأمور موضع ترقب وانتظار إذ ثمة ترابط بين لبنان وسوريا جغرافياً، ناهيك إلى أن التوافق في الداخل ما زال صعباً بين سائر المكونات السياسية والكتل النيابية، ولم يتم حتى الساعة، بلورة الصورة حول المرشحين وكيفية التوافق، بمعنى الحراك الذي انطلق بين رؤساء الكتل والمشاورات واللقاءات، تراجعت بشكل كبير ربطاً بكلام بولس، ومن ثم ما يجري في سوريا، وعلى هذه الخلفية، فالأوضاع قيد الانتظار لما ستؤول إليه التطورات السورية، التي لها شأن كبير في الوضع اللبناني من جوانبه كافة،وعليه لن ينتخب الرئيس كيفما كان، بل سيكون ضمن هذه المتحولات والمتغيرات إن في لبنان أو في سوريا تحديداً، وشخصية الرئيس تختلف عن كل الطروحات التي كانت تجري ويتم التداول بها سابقاً من سائر الأطراف والمكونات السياسية الداخلية .
|
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp)
اضغط هنا