لبنانٌ شبيهٌ لشجرة الميلاد
لبنانٌ شبيهٌ لشجرة الميلاد

خاص - Tuesday, December 10, 2024 3:04:00 PM

كتب : أنطوان غطاس صعب

مع إنطلاق العدّ العسكي للأعياد من حول العالم، بدأ التّخطيط والتّحضير لهذا الموسم المجيد منذ أيام، حيث تُرفع شجرة العيد مُزيّنة ومُضاءة، ومعها كلّ المظاهر الإحتفاليّة لتبشّر بولادة المُخلّص.

ما يهمّنا هنا في لبنان، أنه بموازاة الإحتفالات التي تعمّ المناطف اللبنانية كافّةً، تجري على المستوى السياسي إعادة تركيب البلد وفق الرّياح الإقليمية العاتية، والتي هبّت من عندنا في الجنوب، وإستكملت في سوريا أو بعض أجزائها، دون أن تُعرف وجهتها غداة أحداث بلاد الأمويين.

فبعد وقف إطلاق النار ليس كما قبله، هي عبارة يردّدها السياسيون من مختلف المشارب. حسناً قالوا، فهل نحن فعلاً أمام تثبيت ركائز جديدة لدولة عصريّة تضع حدّاً فاصلاً عن لبنان المحاصصة والمحسوبيات الطائفية، لتحلّ مكانها الكفاءة ومنطق "الشخص المناسب في المكان المناسب"، وتطبيق القانون على الجميع ؟!

لست أدري، ولكن ما يجدر التوقّف عنده هو أن يكون لبنان الغد على صورة شجرة الميلاد، التي تتكامل أغراضها وتتجانس، تركيباً وألواناً ومعنىً، حيث تستظلّها مغارة المسيح مع والديه يوسف ومريم البتول .

وهكذا فإن وطننا المُمتلىء من إيمان ورجاء أبنائه، يتطلّع إلى سلطة سياسية ودستورية متكاملة، تتوّزع فيها العناصر حسب عملها ودورها ووظيفتها، دونما تخطً لواحدةٍ على أخرى، تماماً كتوزّع زينة شجرة الميلاد.

إن الموزاييك اللبناني هو نعمة وليس نقمة كما يحوّله أهل السلطة، لذا من المهمّ أن نتوصّل إلى صيغة (ليست سحرية طبعاً) نستطيع من خلالها أن نتعاون في بناء مداميك الثقة وشدشدة أواصر اللحمة الوطنية بين كلّ الأفرقاء.

هذا في الشّكل، أما عملياً فإننا نريد لبنان وفق معاني شجرة الميلاد: محبّة، أمل، تسامح، وإحترام الآخر مهما كان دينه أو معتقده السياسي، ليبقى نور الكلمة هو الغالب في نهاية المطاف، فنقطع مع الماضي الأليم، ونتعلّم منه لننطلق إلى آفاق أوسع وأكثر رحاباً على صعيد تعزيز إنتمائنا لوطن الرّسالة كما سمّاه قداسة الحبر الأعظم القدّيس يوحنا بولس الثاني، هذا الوطن الذي يستأهل أن يعيش بأمان دون أطماع خارجية سبق وأن جرّبنا ويلاتها سابقاً، ووصلنا بإزائها إلى قناعة أنه "ما بحكّ جلدك إلا ضفرك".

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني