أنطوان غطاس صعب
دخل السباق الرئاسي بقوة على الحلبة السياسية بين الكتل النيابية والأطراف السياسية والحزبية، في ظل الزيارات واللقاءات المتبادلة على خط كليمنصو ومعراب وكل التكتلات الموجودة، فيما بات واضحاً أن الأمور دخلت حيزاً مهماً، خصوصاً على صعيد طرح الأسماء والتداول بها.
ولكن بعد موقف مسعد بولس مستشار شؤون الشرق الأوسط والقضايا العربية واللبنانية للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، فالتطور الرئاسي عادت إلى الواجهة بقوة، بمعنى كلام بولس لم يأت عن عبث، وهو كلام مستشار الرئيس المنتخب، أي أن جلسة التاسع من كانون الثاني قد تصبح خارج السياق، بمعنى يكون هناك جلسة ولا ينتخب الرئيس بعد كلام مسعد، أي أن الرئيس الأميركي المنتخب هو من سيأتي بالرئيس ويكون له دور في ظل التحولات التي حصلت في لبنان بعد هذه الحرب، ومن ثم ما يجري في سوريا، بمعنى ثمة أمور كثيرة ما زالت ضبابية، وإن كان الثنائي الشيعي يستعجل إنتخاب رئيس "يمون عليه"، أو يأتي رئيس بعد ترامب لا يعيره أهميّة.
ولهذه الغاية، فإن خلط الأوراق عاد من جديد على الساحة الداخلية وتحديداً رئاسياً، وثمة من يشير إلى عودة قريبة أيضاً للموفد الفرنسي جان إيف لودريان ليبنى على الشيء مقتضاه بعد زيارته الأخيرة، أي هناك جولة تفاوضية جديدة، فيما لم يحسم بعد اسم أي مرشح من الذين يتم التداول بأسمائهم، بانتظار الأيام القليلة المقبلة لتتوضح الصورة، لاسيما أن هناك أكثر من طرف سياسي سأل عن كلام مسعد، فهل هذه الجلسة هي فقط جلسة وإن شارك فيها السفراء العرب والأجانب ؟ أم أن كلامه إجتهاد شخصي وإن ذهب البعض جازماً وحاسماً بأنه كلام ترامب؟ أي أن لا جلسة لانتخاب الرئيس بل جلسة ستعقد بمن حضر وان اكتمل نصابها، وقد يكون ذلك بانتظار الرسالة الأميركية التي ستصل البعض ، لتُعرف الوجهة أميركياً ، ويبلغ البعض من قبل السفيرة الأمريكية أو دوائر إدارة ترامب المنتخبة التي شكلها.
لذلك لبنان في ترقب وانتظار ثقيلين لما ستضفي إليه الأيام المقبلة، خصوصاً في ظل النقاش الجاري على أكثر من صعيد، وأن مهلة الثلاثة أشهر التي أعطاها مسعد قد تكون موضع نقاش وحوار بعد هذه الحرب، حيث ثمة تغيرات وتبدلات حصلت، لذا هناك استفسارات كثيرة حول الكلام الذي أطلقه، والذي كان له وقعه على صعيد الكتل النيابية، وتحديداً المرشحين للرئاسة، وزادت حظوظ المقربين المرشحين المقربين من الأميركيين، فيما انتفت حظوظ الآخرين.
ومن هذا المنطلق، الأيام القليلة المقبلة من شأنها أن تفضي إلى مدلولات المفاوضات الرئاسية، وبعدها يمكن القول أن جلسة التاسع من كانون الثاني المقبل هي فقط ضمن الأطر الدستورية، وكل ما حدده الرئيس نبيه بري لتأكيد حرصه على انتخاب رئيس الجمهورية، إنما انتخابه قد يكون بعد شهرين أو ثلاثة، ما يعني نحن ندور في حلقة مفرغة، والتقارير الديبلوماسية التي تشير إليها مصادر موثوقة، تؤكد ضرورة الأخذ بعين الاعتبار ما أدل به مستشار ترامب، لأن كلامه يحمل الكثير من المتحولات والتغيرات التي سيشهدها لبنان في الأيام القليلة المقبلة ، فقد تتغير معطيات واستحقاقات كثيرة ومنها الانتخابات الرئاسية على الساحة اللبنانية .
|
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp)
اضغط هنا