الأنظار تتجه مرة جديدة الى الشرق الاوسط لاسيما الى سوريا، فالاهتمام ينصب في ميدانها وفي ما ستحمله الايام المقبلة من تطورات وما ستكون انعكاساتها على المنطقة. وقد أعلن الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في كلمته أمس أن الحزب سيكون إلى جانب سوريا.
في هذا السياق وعن قدرة حزب الله على مساندة سوريا، قال الصحافي يوسف دياب في حديث لـvdlnews: "أعتقد أن هذا احتمال ضعيف جدًا وذلك لسببين، الاول أن حزب الله لم يعد يمتلك القوة العسكرية وذلك العدد من المقاتلين لارساله الى سوريا، فهو لا يملك هذا الترف وهو يعرف أن الوضع في الجنوب لا يزال هشًا ولا يستطيع إخلاء مقاتليه".
وأضاف: "نتذكر عندما قاتل حزب الله في سوريا فهو قد قاتل بكتيبة الرضوان وهي النخبة الموجودة لديه والتي غالبيتها اليوم موجودة في جنوب لبنان، وهذا الامر لا يمكن أن يحصل اليوم، فهذا هو السبب الاول".
وأشار دياب في حديثٍ لموقعنا الى أن "السبب الثاني هو أن حزب الله لا يملك حرية التحرك عبر الحدود اللبنانية – السورية، فهو يعلم أن كل مقاتليه والكوادر مرصودون من قبل إسرائيل، وبالتالي من الممكن أن "تصطادهم" وتغتالهم على الحدود خلال العبور ذهابًا وإيابًا".
وتابع: "إذا حزب الله اليوم بالفعل قادر على أن يعود وينخرط في الحرب السورية ويدخل الى سوريا، فهو يعلم أنه حينها حريق الحرب السورية سيمتد الى لبنان"، مضيفًا: "من الخطأ أن يعيد حزب الله تجربة دخوله الى سوريا في العام 2013 وتسببه بمآسٍ للشعب السوري مع نظام بشار الاسد".
ولفت دياب الى أن "المرحلة دقيقة وخطيرة، وأتمنى ألا يعود حزب الله ويرتكب الخطيئة المميتة، ذلك أن هذه الخطيئة ستكون مميتة هذه المرة، واعتقد أن حينها ما لم تتمكن إسرائيل من فعله يكون قد ذهب حزب الله بقدميه الى سوريا وفعله ما سيؤدي الى استكمال إضعاف حزبه ومن ثم جر لبنان الى ويلات الحرب السورية".
وعن تأثير الاحداث الجارية في سوريا على لبنان، قال دياب في حديثٍ لموقعنا: "لا اعتقد أنها تحمل تأثيرًا، ذلك أن الجيش اللبناني منتشر اليوم بكثافة على الحدود اللبنانية – السورية، ولن يسمح بتسلل مقاتلين سوريين من سوريا الى لبنان، وفي ما يتعلق بالنازحين، هناك كلام عن أنه اذا حصل نزوح من حمص ودمشق في مرحلة لاحقة قد يتم استيعابهم في مخيمات تقام على الحدود وليس دخولهم الى الداخل اللبناني".
وتابع: "لا اعتقد أن ما يجري في سوريا سيؤثر على الملف الرئاسي، لا بل بالعكس يكون تأثير النظام السوري وحزب الله قد تراجع أكثر في الملف الرئاسي، الا إذا تورط حزب الله مجددًا في ما يجري الآن في سوريا ويكون حينها استجر تداعيات أمنية وعسكرية على لبنان نحن بغنى عنها".