الممرضة الشابة باميلا زينون التي أنقذت ثلاثة أطفال حديثي الولادة من الموت عند وقوع انفجار مرفأ بيروت في 4 آب 2020، حلّت ضيفة على برنامج "عامل فرق" لهذا الأسبوع مع الزميلين جان خوري وماري-تريز داغر.

زينون، الممرضة في قسم الأطفال حديثي الولادة في مستشفى القديس جاورجيوس الجامعي (الروم) في الاشرفية، استعادت في حديثها لـ"صوت كل لبنان" اللحظات الدامية عصر ذلك الثلاثاء الأسود، فأشارت الى أنها كانت تخابر والدتها هاتفياً لحظة وقوع التفجير، وأول ردّة فعل لديها بعد الانفجار كانت ان انتقلت الى غرفة الاطفال للاطمئنان عليهم، ذلك بعدما تمكّنت من إزالة الركام عنها بصعوبة.

أضافت زينون: "تعلمتُ في الجامعة أن صحة المريض أولوية، حتى أمام صحتنا، ولم أفكّر بشيء فور وقوع الحادث إلا بالأطفال الخمسة الموجودين في قسم حديثي الولادة لأنهم كانوا بحاجة إلى رعاية خاصة. وبسبب شدّة التفجير، تعطّلت حاضناتهم الخاصة (couveuse bébé)، الأمر الذي شكل خطراً على حياتهم لولا تصرّفنا في غضون ساعة".

وتابعت: "زميلتان لي أنقذتا طفليَن من الخمسة، علماً أنّ الممرّضتين كانتا مصابتيْن بجروح بليغة، وأنا انتشلت الأطفال الثلاثة الباقين من حاضناتهم وضممتهم إليّ للحفاظ على حرارة أجسادهم ولم يكن أمامي من حلّ إلا التوجه إلى مستشفى آخر".

زينون وصفت المشهد في المستشفى عصر ذلك اليوم بالدموي، مشيرة إلى أنّ بعض ضحايا التفجير في بيروت قصدوا بداية المستشفى لتلقّي الإسعاف والعلاج قبل أن يعلموا انّ المستشفى أصبح خارج الخدمة ويعمل على إجلاء المرضى منه الى مستشفيات أخرى.

أضافت: "انتقلتُ من مستشفى الروم في الأشرفية إلى مستشفى أبو جودة في جل الديب سيراً على الأقدام. تنقّلت بسيارات عديدة عرض أصحابها عليّ المساعدة، لكننا كنا نصل في كل مرة إلى مكان السير فيه متوقف بالكامل، فأواصل السير، وعندما وصلت الى المستشفى في جل الديب، طلبت من الممرضات هناك مساعدتي لتأمين حاضنة واحدة للأطفال الثلاثة، وهذا ما حصل. حينها أبلغت زملائي في مستشفى القديس جاورجيوس بأن الأطفال سالمين كي يقوموا بإعلام أهلهم".

واعتبرت زينون انّ ما قامت به هو واجبها وليس عملاً بطولياً، مؤكدة أن الأطفال اليوم سالمون وبصحة جيدة، وهي تزورهم من حين إلى آخر، مشدّدة على أنها تريد رؤيتهم يكبرون، لأن الحادث خلق رابطاً قوياً بينها وبينهم.

برنامج "عامل فرق" يذاع كل إثنين، الثالثة بعد الظهر عبر إذاعة "صوت كل لبنان"، وهو من ضمن مجموعة برامج مشروع "شباب لايف" الذي أطلقته DW Akademie بالتعاون مع جمعية الجنى في لبنان وبتمويل من الاتحاد الأوروبي ودعم من الخارجية الألمانية. ويمكن اعادة متابعة الحلقة من خلال هذا الرابط: