دخلت الحرب بين لبنان وإسرائيل مساراً تصاعدياً إذ بدأ الجيش الإسرائيلي بتكثيف ضرباته على الضاحية الجنوبية لبيروت بوتيرة عالية ويومية وانتقل الى المرحلة الثانية بتوسيع اجتياحه البري في جنوب لبنان وتوسيع قصفه في النبطية وصور وبعلبك وذلك بعد تسريب تل أبيب بنود اتفاقها مع الولايات المتحدة معتبرة أن لبنان لم يوافق عليها وبهذا التصعيد التي تقوم به ستضغط على لبنان لقبولها. هذا فيما حصلت واشنطن من لبنان على جواب رسمي وحاسم حول التزامه بالقرار 1701 بكامل بنوده وعدم زيادة أي بند على هذا القرار.
بدوره، رد حزب الله على تلك الاعتداءات بتكثيف إطلاق الصواريخ والمسيرات وصولاً إلى استهداف مبنى وزارة الدفاع الإسرائيلية مرتين في اليوم نفسه والعمليات التي يقوم بها في جنوب لبنان وقتل العديد من الجيوش الإسرائيلية ومن خلال الكمائن التي يعدها.
تحولات كبيرة خلال أسبوعين
وفي حديث لـ Vdlnews كشف الصحافي والمحلل السياسي وجدي العريضي أنه "وفق المعلومات التي وصلتني من أكثر من جهة فإن الأجواء الإيجابية التي تُشاع وتحديداً من قبل الرئيس بري لا يبنى عليها لأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ليس بوارد تقديم هدية مجانية في نهاية عهد الرئيس جو بايدن بل هذه الهدية سيسلمها إلى الرئيس دونالد ترامب ولكن بعد أن يكون حوّل الجنوب إلى بقعة عازلة يستفيد منها في حال حصل أي هجوم بري وسوى ذلك".
وأضاف: "وبحسب المعطيات التي أملكها أعتقد أن هناك تحولات كبيرة ستحصل خلال الأسبوعين المقبلين أكان على مستوى التصعيد العسكري ورفع منسوب الاعتداءات الإسرائيلية أو من خلال الموفد الأميركي أموس هوكشتاين".
وتابع: "ستبقى الحرب على ما هي عليه إلى حين دخول ترامب إلى البيت الأبيض وعندها قد نشهد تحولات سياسة جديدة وشرق أوسطية جديدة ولكنها تحتاج إلى وقت طويل".
وأردف: "وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو سيقدم مداخلة امام الكونغرس الأميركي لينال عليها الموافقة فمن هذا المنطلق قد نصل إلى وقف لاطلاق النار أو تسوية إنما ليس في هذه المرحلة".
وقال: "هناك فرض شروط وشروط مضاده من قبل إسرائيل أي تسليم سلاح حزب الله وهذا ما يرفضه الرئيس بري الذي أكد للذين التقاهم بأنه متمسك بقرار 1701 بحرفيته لذلك هناك سباق بين الميدان والجهد الديبلوماسي وكيف ستكون دفة الميدان فيبنى على ذلك ديبلوماسياً".
وأكمل: "هناك معادلة ما بين حزب الله وإسرائيل فإسرائيل تجتاح جوياً وتقوم باعتماد سياسة الأرض المحروقة والتدمير الممنهج وحزب الله يقصف العمق الإسرائيلي ويتصدى براً ليخفف الشروط الإسرائيلية في أي مفاوضات مقبلة فمن هذا المنطلق اللعبة مفتوحة على كافة الاحتمالات في هذه المرحلة".
زيارة وداعية لهوكشتاين... وخارطة جديدة للشرق الأوسط
أما بالنسبة لزيارة هوكشتين فأشار العريضي إلى أنه "بحسب ما تلقيته من معلومات من دوائر عين التينة وسواها فليس هناك حتى الساعة أي موعد مع الموفد الأميركي آموس هوكشتاين ولكن، قد يأتي في زيارة وداعية ولكنه لم يفعل شيء على صعيد المفاوضات الجارية لأن ذلك سيكون في عهدة الموفد الجديد الذي يعينه الرئيس المنتخب دونالد ترامب".
واستطرد: "لن يكون هناك أي وقف لاطلاق النار او تسوية في عهد جو بايدن فكل ذلك سيحصل في عهد ترامب وهذا ما أكد عليه خلال حملته الانتخابية بوقف الحرب في روسيا وأوكرانيا وفي غزة ولبنان".
وأضاف: " زيارة هوكشتاين لا تقدم ولا تؤخر في حال جاء إلى بيروت وتل أبيب إلا إذا كان هناك توافق مع الرئيس المنتخب دونالد ترامب الذي قال إنه قد يدخل البيت الأبيض وتكون الحرب قد توقفت مما يسهل عليه وضع خارطة جديدة للشرق الأوسط ولبنان".
إيران هي من ستفاوض... والترقب سيد الموقف
ولفت العريضي إلى أنه: "لا شك أن زيارة كبير مستشاري قائد الجمهورية الإسلامية الإيرانية علي لاريجاني تأتي في توقيت بالغ الأهمية وذلك بعد الحديث عن التسوية والبنود التي رفعها الموفد الأميركي آموس هوكشتاين والتي باتت بحوزة الرئيس بري الذي يفاوض عن حزب الله".
وتابع: "لاريجاني توجه إلى دمشق قبل مجيئه إلى لبنان وبالتالي إيران هي من ستفاوض على التسوية فالرئيس نبيه بري يخوض مفاوضات تقنية والكلمة الأولى والأخيرة هي للجمهورية الإسلامية الإيرانية".
وأردف: "زيارة لاريجاني قبل وصول هوكشتاين إلى لبنان والحديث عن تسوية تدل على الدور الإيراني الذي مازال يمسك بمفاصل الوضع الداخلي اللبناني وهو الحليف السياسي والاستراتيجي والعقائدي والأيديولوجي لحزب الله".
وختم: "على ضوء ما يحمله لاريجاني من توجهات مرشد الثورة علي خامنئي يبنى على الشيء مقتضاه وهناك ترقب لهذه الزيارة في التوقيت شكلاً ومضموناً".