سلسلة عمليات نوعية أعلنت عنها المقاومة الاسلامية في لبنان أمس من استهداف مقر وزارة الحرب وغرفة إدارتها وهيئة الأركان العامة الإسرائيلية في تل أبيب مرتين كما قاعدة تشكيل النقل في المنطقة الشمالية وشركة لصناعة الأسلحة العسكرية، جاعلةً الاسئلة تدور حول تأثير هذه العمليات على مسار الحرب. ويتواصل العدوان الاسرائيلي على لبنان فيما يستمر الحديث عن مساعٍ دبلوماسية لوقف اطلاق النار، كما لا تزال تطرح تساؤلات حيال ما إذا ستتمكن هذه الأخيرة من تحقيق نتيجة ملموسة.
في هذا السياق، أشار منسق الحكومة السابق لدى اليونيفيل ورئيس المحكمة العسكرية السابق العميد منير شحادة في حديث لـvdlnews الى "أننا سمعنا أن هناك مسعى لمفاوضات ما بين إسرائيل وأميركا، والمضحك أن أميركا وإسرائيل تتفاوضان على هدنة في لبنان والأخير غير موجود وهما تتفقان مع بعضهما وتتحدثان عن تقدم إيجابي"، لافتًا الى أن "إسرائيل مررت شروطها، خلال هذه الاعلانات التي بثت أجواء إيجابية عن المفاوضات، ومنها الاحتفاظ بحق الدخول الى لبنان عندما تشاء برًا وبحرًا وجوًا وهي تريد أيضًا أن تنسحب المقاومة الى شمال الليطاني كما تجريد المقاومة من سلاحها وأن يكمل الجيش اللبناني تجريد الحزب من سلاحه وهو ما يعني إدخال الجيش والمقاومة في مواجهة مع بعضهما، وغيرها من الشروط".
وقال شحادة في حديث لموقعنا إن "هذه الشروط تعجيزية، فهم يتحدثون عن إيجابية وتقدم في المفاوضات فيما أن هذه الأخيرة هي بين أميركا وإسرائيل فقط، وهم يشترطون أيضًا موافقة المقاومة على ما ذكر وإلا الانطلاق في المرحلة الثانية من الحرب على لبنان، وقد بدأ الاسرائيليون أمس بهذه المرحلة ووقع اللواء غولاني في كمين حيث سقط بحدود 9 قتلى للاسرائيليين".
وفي ما يتعلق بالعمليات النوعية التي أعلن عنها حزب الله أمس، أشار شحادة الى أن "ما قامت به المقاومة هو رسالة الى إسرائيل أنه لم يعد هناك سقوف للمقاومة غير أنها استهدفت منزل نتنياهو منذ أقل من شهر كما قيادة اللواء غولاني وسقط 100 بين قتيل وجريح، وقامت بالامس باستهداف وزارة الحرب الاسرائيلية وقاعدة غليلوت، مقر وحدة الاستخبارات العسكرية 8200، وعدة أماكن أخرى استراتيجية خطيرة بالنسبة لإسرائيل"، متابعًا: "هذه رسالة من المقاومة لاسرائيل أن اعلان الأخيرة أنها سوف توسع العمل العسكري في جنوب لبنان هذا هو الرد عليه وأن المقاومة جاهزة وأنه لم يعد هناك سقوف خاصة أن المقاومة استعملت أسلحة جديدة كصاروخ "قادر 2" و"فاتح 110" وطائرت مسيرة جديدة".
وتابع: "كل ذلك هي رسائل رد من المقاومة على إسرائيل مفادها انها جاهزة للمرحلة الثانية التي أعلنت عنها إسرائيل وأنه إذا أرادت الأخيرة توسيع العمل العسكري في جنوب لبنان فالمقاومة قد وصلت الى استهداف وزارة الحرب الاسرائيلية ولم يعد هناك بالتالي أي شيء ممنوع استهدافه".
وبالنسبة الى إمكانية أن نشهد تقدمًا في موضوع المفاوضات، لفت شحادة في حديث لموقعنا الى أن "الشروط الاسرائيلية عالية السقف ومطالبها تعجيزية ولا يمكن تطبيقها، واعتقد أن الكلمة للميدان حتى استلام ترامب سدة الرئاسة".
وقال: "بما أن ترامب قد أعلن عن بعض من أعضاء إدارته للحكم القادم وجميعهم صقور وموالون للصهاينة، فنحن متجهون نحو تصعيد كبير"، مضيفًا: "لن تصل المساعي الدبلوماسية الى أي نتيجة لأن شروط إسرائيل تعجيزية، والكلمة للميدان حتى استلام ترامب سدة الرئاسة وحتى عند استلامه سدة الرئاسة، أرى أننا متجهون نحو تصعيد في المنطقة ذلك أن الاسرائيليين بدأوا يتحدثون عن أنه عند استلام ترامب سوف يعلنون ضم الضفة الغربية الى السلطة الاسرائيلية، وهذه رسالة من نتنياهو ومن هذا الكيان الى "جماعة" القرارات الدولية والـ1701 والذين يعولون على الامم المتحدة مفادها أن لا شيء يضبط العدو الاسرائيلي".
وأشار الى أن "من نتائج القمة العربية في العام 2002 في لبنان، الوصول الى مبادئ الارض مقابل السلام وحل الدولتين وأن الدولة الفلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، فاذ يكون هذا الرد الاسرائيلي بعد مرور كل هذه السنوات بأنها ستضم الضفة الغربية الى الكيان الاسرائيلي، ما يدل على التجاهل التام للقرارات دولية والمجتمع الدولي الذي تعوّل عليه الشعوب المظلومة لتحقيق مطالبها وحقوقها".