سينتيا عواد
عند بدء خطة غذائية جديدة هادفة إلى خسارة الوزن، من الشائع معاناة الشهيّة على مأكولات معيّنة، خصوصاً الحلويات، إلى حين التكيّف مع هذا التحوّل. ولكن في حال استمرار الرغبة في تناول السكّر، لا بدّ من إعادة النظر في الاستراتيجية المُعدّة للتخلّص من الكيلوغرامات الإضافية.
أشارت اختصاصية التغذية جاكلين لندن، من نيويورك، إلى أنّ «سلوكيّاتكم قد تساهم عن غير قصد في الشهيّة الشديدة على الحلوى والكوكيز»، عارِضةً 6 أخطاء قد تكون مسؤولة عن ذلك:
إستهلاك فطور خفيف
الوجبة الصباحية تحدّد المسار لبقية اليوم. ففي حال تناول ثمرة من الفاكهة أو قطعة توست بدلاً من فطور صحّي ومتوازن، توقّعوا الشعور بآلام الجوع ورغبة مُلحّة في تناول السكّر عاجلاً وليس آجلاً. إنّ بدء اليوم بطبق مليء بالمغذيات يمنحكم القدرة على الاستمرار في الخيارات المُغذّية والمُرضية بعيداً من الشعور بالامتلاء الشديد أو المزاج السيّئ نتيجة الجوع. يُنصح بجَعل الفطور الوجبة الأكبر خلال اليوم للمساعدة على التخلّص من الرغبة في الأكل لاحقاً. إنّ اتّباع هذه الطريقة قد يُحفّز حتى الأيض، فقد وجدت دراسة نُشرت في شباط 2020 في «Journal of Clinical Endocrinology & Metabolism» أنّ استهلاك كالوريهات إضافية صباحاً قد يساعد على تعزيز الأيض، والتصدّي للبدانة وسكّر الدم العالي، والتحكّم في الشهيّة وكبح الرغبة في تناول الحلويات.
حذف الوجبات
عندما تحاولون الالتزام بالحمية، قد تميلون إلى التخلّي عن وجبة غذائية معيّنة، ولكنّ هذه الفكرة سيّئة جداً. فالتخلّص من كالوريهات كثيرة قد يدفع الجسم للانتقال إلى وضع الحماية للتأكد من الحصول على سعرات حرارية كافية لتغطية الوظائف الأساسية، الأمر الذي يُبطئ الأيض. كذلك، من الشائع خفض الكالوري خلال ساعات النهار للتمكّن من الأكل في أوقات متأخّرة، غير أنّ ذلك قد يؤثر في عملية الأيض. فقد توصلت الدراسة ذاتها المنشورة في «Journal of Clinical Endocrinology & Metabolism» إلى أنه عند تناول فطور كبير، يتمّ استهلاك أكثر من ضعف الطاقة صباحاً، أي ضعف السعرات الحرارية، لهضم الطعام مقارنةً مع تناول العدد ذاته من الكالوري على العشاء. المطلوب الالتزام بجدولٍ ثابت للأطباق الرئيسة والسناكات التي تُرضيكم للشعور بالشبع خلال ساعات اليوم، وبالتالي استبعاد احتمال الوقوع فريسة الشهيّة الشديدة على السكّر.
تناول أطباق غير متوازنة
كشفت الأبحاث العلمية أنّ البروتينات والألياف تملك القوّة اللازمة لتوفير الشبع لوقتٍ أطول. وعندما تحصل المعدة على المغذيات الملائمة، يمكن التصدّي للرغبة في تناول السكّر. يُنصح بمزج الأطعمة التي تؤمّن البروتينات والألياف مثل الشوفان مع زبدة الفول السوداني والتوت الأزرق على الفطور، والتفاح مع شريحة جبنة كسناك، ووعاء الحبوب مع الكثير من الخضار والقريدس المشوي على العشاء.
التخلّي عن الحلوى
إنّ التقييد المفرط للمأكولات التي تستهويكم قد يزيد من شهيّتكم ويدفعكم بعد أيام أو أسابيع أو أشهر إلى الشراهة غير الصحّية. لذلك، لا تحرموا أنفسكم من الحلويات وغيرها من المأكولات المفضّلة لكم، بل تناولوها من حينٍ إلى آخر. يمكن للحلويات أن تشكّل حتماً جزءاً من الأكل الصحّي، فإذا كنتم تحبّونها، احذفوا بعض مصادر السكّر المخبّأ، مثل رقائق الفطور وصلصات المعكرونة، واستمتعوا بالبوظة أو الـ»Brownie» بعد العشاء.
الخلط بين التعب والجوع
بعد ليلة نوم سيئة، قد تشعرون بأنّ شهيّتكم على الحلويات تبلغ ذروتها، والسبب يرجع إلى أنّ النوم والنشاط يؤثران في مدى شعوركم بالجوع بفضل تدخّلهما في هورمونات الجوع والشبع. لذلك من المُحتمل والطبيعي جداً أن تأتي شهيّتكم على الحلويات من الإرهاق التام. ولقد أظهرت الأبحاث العلمية أنّ قلّة النوم قد تخفّض هورمون الشبع «Leptin»، وترفع هورمون الجوع «Ghrelin». ووفق «National Sleep Foundation» فإنّ سوء النوم يجعل الإنسان مفترساً بشكلٍ خاص للمأكولات غير الصحّية مثل الكوكيز، والسكاكر، والتشيبس. باختصار، إذا كنتم تشتهون الحلويات أكثر من المُعتاد، إنتبهوا إلى مستويات تعبكم وجدول نومكم اليومي. ومن الضروري جعل النوم من ضمن أولوياتكم، بما أنّ توفير 7 إلى 9 ساعات من النوم الجيّد كل ليلة يساهم في استقرار الشهيّة على الحلويات.
الحصول على السكّر بسهولة
إنّ مكان وجود الطعام يؤثر في الكمية التي يستهلكها الإنسان، فالأشخاص يميلون إلى اتخاذ الخيارات بناءً على ما هو سهل ومرئي. فإذا كان الطعام واضحاً ومُتاحاً ويمكن الوصول إليه، من المرجّح أن نأكله. لذلك، فإنّ تنظيم الأمور بشكلٍ يجعل خيارات السكّر أصعب والمأكولات الصحّية أسهل يُشكّل استراتيجية ذكيّة. ولخفض تناول الحلويات، يُنصح بعدم وضعها على الطاولة وإبقائها بعيداً من متناول اليد وتخزينها في أعلى مكان ممكن.